أعلن التحالف العربي الذي تقوده الرياض ضد المتمردين في اليمن، الاثنين، تبادل تسعة سعوديين محتجزين مقابل 109 يمنيين يرجح أنهم من الحوثيين وحلفائهم، في ثاني عملية من نوعها منذ التوصل إلى تهدئة حدودية بين الجانبين هذا الشهر. وتأتي عملية التبادل قبل نحو أسبوعين من وقف مرتقب لإطلاق النار في اليمن يدخل حيز التنفيذ منتصف ليل العاشر من أفريل، تمهيداً لمحادثات جديدة بين الحكومة اليمنية والمتمردين برعاية الأممالمتحدة، تستضيفها الكويت في 18 أفريل. وأوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس): "أعلنت قيادة قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن في بيان أصدرته اليوم، أنه جرى أمس الأحد، استعادة تسعة محتجزين سعوديين وتسليم مائة وتسعة من المواطنين اليمنيين ممن تم القبض عليهم في مناطق العمليات بالقرب من الحدود السعودية الجنوبية، وذلك في إطار التهدئة التي سبق الإعلان عنها" بوساطة قبلية عند الحدود بين البلدين، في الثامن من مارس. ولم يحدد التحالف الذي بدأ عملياته نهاية مارس 2015 دعماً للرئيس عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، ما إذا كان السعوديون المفرج عنهم جنوداً أم مدنيين. وأعربت قيادة التحالف عن "ترحيبها باستمرار حالة التهدئة وتأمل في بدء التهدئة في مناطق الصراع داخل الجمهورية اليمنية بما يفسح المجال لتكثيف وصول المواد الإغاثية لكامل الأراضي اليمنية ودعم الجهود التي ترعاها الأممالمتحدة للوصول إلى حل سياسي". وكان التحالف أعلن في التاسع من مارس، تبادل عريف سعودي مع سبعة يمنيين يرجح أيضاً أنهم من المتمردين. ووضع التحالف في حينه الخطوة، غير المسبوقة منذ بدء النزاع، في إطار تهدئة حدودية بوساطة قبلية "لإفساح المجال لإدخال مواد طبية وإغاثية" لشمال اليمن. وعلى رغم حال التهدئة، أفادت وكالة الأنباء السعودية ليل الأحد، نقلاً عن الدفاع المدني، عن "سقوط عدة مقذوفات عسكرية بمحافظتي صامطة والطوال (جنوب غرب) من داخل الأراضي اليمنية، نتج عنها إصابة ثمانية أشخاص بينهم أربعة أطفال"، نقلوا إلى المستشفيات للمعالجة. وشهدت المناطق الحدودية منذ بدء عمليات التحالف، قصفاً وتبادلاً لإطلاق النار، أدى إلى مقتل نحو تسعين شخصاً في الجانب السعودي غالبيتهم من الجنود وحرس الحدود. وبدأ التحالف قبل عام غارات جوية ضد المتمردين، ووسع عملياته بعد أشهر لتشمل تقديم دعم مباشر لقوات الرئيس هادي، ضد الحوثيين وحلفائهم الذين سيطروا على صنعاء في سبتمبر 2014، وتابعوا التقدم للسيطرة على مناطق أخرى. وتمكنت القوات الحكومية بدعم من التحالف، من استعادة خمس محافظاتجنوبية أبرزها عدن منذ جويلية. إلا أن الحكومة تواجه صعوبة في بسط سلطتها بشكل كامل في المناطق المستعادة جنوباً، حيث أفاد الجهاديون من النزاع لتعزيز نفوذهم وشن هجمات وتفجيرات. وبحسب الأممالمتحدة، أدى النزاع في اليمن إلى مقتل زهاء 6300 شخص نصفهم تقريباً من المدنيين، منذ بدء عمليات التحالف قبل عام.