أشار المدير العام لادارة السجون و اعادة الادماج الاجتماعي للمحبوسين السيد مختار فليون أمس بالجزائر العاصمة ان وزارتي العدل والشؤون الدينية والاوقاف تسعيان الى ايجاد استراتيجية متكاملة لمحاربة الاجرام. وقال السيد فليون في مداخلة له في افتتاح يومين دراسيين حول التوجيه الديني لنزلاء المؤسسات العقابية ان وزارة العدل تسعى بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية و الاوقاف الى وضع استراتيجية تعتمد على المرشد الديني و النفساني والمربي من اجل مواجهة الانحراف وتقويم الشباب داخل المؤسسات العقابية. واعتبر المدير العام أنه لا يوجد أحسن و أفضل وقع على النفوس من درس يعتمد على القرآن و الشريعة لتوجيه المساجين و اصلاح ما بانفسهم ولذلك أضاف بان وزارة العدل في اطار برنامج الاصلاح تعتمد كثيرا على المرشدات الدينيات والائمة للمساهمة في عملية اعادة الادماج الاجتماعي للمحبوسين. وذكر السيد فليون ان المواثيق الدولية نصت على الارشاد الديني في وسط المنحرفين داخل السجون و ادراج التربية الدينية ضمن برنامج تعليمهم الى جانب منحهم حق ممارسة الشعائر الدينية داخل المؤسسات العقابية. وأشار في هذا الصدد الى أن قانون تنظيم السجون و اعادة الادماج الاجتماعي للمحبوسين الصادر في 2005 نص على أن التربية الدينية حق للمحبوسين و اعتبرها من أهم الوسائل لاعادة الادماج. وأضاف المدير العام أن التربية الدينية داخل المؤسسات العقابية ليست اختيارا، بل ضرورة لان التجارب كما قال أثبتت أهمية دور الامام والمرشد الديني كمكمل للعمل التربوي النفسي والتعليمي داخل السجون خاصة من حيث الارشاد و التحصين. وذكر بهذه المناسبة بأن غالبية المساجين بالجزائر تقل اعمارهم عن 30 سنة وغالبية هؤلاء لا يتعدى مستواهم الدراسي المتوسط، مبرزا أهمية تزويدهم بالقواعد و القيم الدينية لتحسين اخلاقهم و تقريبهم من الفضيلة. أما عن لقاء اليوم الذي نظمته وزارة العدل، فأوضح المتدخل أنه يدخل في مجال اعادة الادماج الاجتماعي للمساجين و يهدف الى استخلاص الامكانيات المتوفرة بغرض وضع استراتيجية متناسقة بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية والاوقاف للتوجيه الديني داخل المؤسسات العقابية بغرض مكافحة الجريمة. وبدوره تدخل مدير التوجيه الديني و تعليم القرآن السيد محمد عيسى ليشير الذي أكد أن وزارة العدل و وزارة الشؤون الدينية و الاوقاف سعتا منذ عشر سنوات الى تنظيم العمل بينهما و هما الان على عتبة تجديد الاتفاقية المبرمة في 1998 بسبب دخول معطيات اجتماعية جديدة. واشار السيد ليشير الى ان بعض الجهات أصبحت تستغل حالة اليأس في أوساط الشباب و تدفعهم الى الانضمام الى الجماعات المسلحة و الجريمة المنظمة والى الانتحار بتفجير انفسهم. وبهذا الشأن، أكد على أهمية الارشاد الديني و القضاء على حالة اليأس في وسط الشباب عامة وفي وسط الشباب المنحرف الموجود داخل المؤسسات العقابية حتى لا يكونون فريسة سهلة تستغل في أعمال غير قانونية ويجندون كما تؤكد الاخبار في معارك لا علاقة لهم بها في العراق ولبنان و الصومال. ودعا في هذا الصدد كل المجتمع الى المساهمة في تسهيل مهمة اعادة ادماج السجين والكف عن النظر اليه على انه »انسان سيء« وكذا الامام الذي قال بأن عليه ان يكون له شأن أكبر مما هو عليه اليوم داخل المؤسسات العقابية.