عادت بتحسن الأحوال الجوية التي تعرفها أغلب ولايات الجزائر، مشاهد السرعة الجنونية التي صارت تغزو مواقع التواصل الاجتماعي، أبطالها ناقلون أوكلت لهم للأسف مهمة نقل الركاب من ولاية لأخرى، غير أن تخليهم عن حنكة السائقين ودوسهم على قوانين المرور جعلتهم يتلاعبون بأرواح العشرات، دون حسيب و لا رقيب. يتداول رواد الانترنت مقطع فيديو لحافلة تسابق أخرى بسرعة 170 كم في الساعة، على إحدى طرقات بسكرة بعد رصدها من طرف سائق سيارة نفعية أخد في تصوير تحركات الحافلتين المجنونتين، والتجاوز الخطير والمناورات التي كادت إحداها أن تنتهي بمجزرة لولا العناية الإلهية، و فيديو آخر يصور سائق حافلة ركاب ترك المقود وراح يتراقص على أنغام موسيقى راي، وصديقه القابض يشجعه وهو يحمل الهاتف النقال لتصوير حركاته المجنونة، لأن الحافلة كانت تسير بسرعة جنونية، ومع ذلك فقد سولت له نفسه لترك المقود والابتعاد عن كرسي القيادة للرقص في تصرف غير مسؤول وانتحاري، ولحسن الحظ أن الحافلة كانت شاغرة وإلا كانت النتيجة وخيمة في حال اصطدامه بسيارة أخرى. والسؤال الذي طرحه العديد من مشاهدي هذا الفيديو الخطير هو: أين لجان المراقبة التي تحدث عنها الوزير والتي تكمن مهمة أعضائها في انتحال صفة ركاب للوقوف على ظروف العمل داخل تلك الحافلات التي تقطع مسافات طويلة بين الولايات؟ مشاهد الموت لم تتوقف عند هذا الحد بل هناك فيديو آخر أظهر سائقا آخر ترك المقود ليحمل دربوكة وينطلق في الضرب عليها، ومتابعة موسيقى الأغنية التي كان يستمع إليها بسيارته، وهي كلها مشاهد تحبس الأنفاس وتؤكد للمرة الألف سبب تزايد حوادث المرور التي نصبت الجزائر الأولى إفريقيا من حيث عدد ضحايا حوادث السير التي يبقى الإنسان سببها الرئيسي.