منذ أن بدأ بث أولى حلقاته قبل حوالي العام، يحقق برنامج "ملالي" على موقع يوتيوب، متابعة كبيرة وصلت ملايين المشاهدات لمجمل حلقاته التي بلغت 25. ويقدم الشاب السعودي وائل العنزي برنامج "ملالي"، الذي يتناول بأسلوب ساخر ما يصفه تناقضات علماء المذهب الشيعي وتلبيسهم الحقائق وتدليسهم على الناس، مؤكداً أنه لا يتلقى أي دعم من أي جهة. وفي نهاية مارس الماضي، صرّح العنزي لموقع "سبق"، أن برنامجه لا يستهدف الاستهزاء بالشيعة، بل إنه يتلقى الشكر من الشيعة العقلاء، نافياً أن يكون البرنامج يسبب النزعة الطائفية. وحول دوافع البرنامج، قال العنزي، إنه يعتقد أنه يتكلم بصوت الشيعي العاقل الذي لا يتكلم، وساكت طوال الوقت خشية سطوة المتطرفين من الملالي. أثر التوتر السعودي الإيراني على برنامج "ملالي" وبالنظر إلى محتوى الحلقات التي اطلع عليها "الشروق أونلاين"، بدأ برنامج "ملالي" بالتركيز على مغالطات رجال الدين الشيعة الذين يصفهم ب"المعمّمين"، حيث يستقي فقراته من مقاطع لهم تنطوي على مغالطات ومبالغات لا يستويها العقل السليم ولا تقبلها أساسيات التعاليم الإسلامية. وينتقل البرنامج بتسليط الضوء على السياسات الإيرانية وأذرعها في المنطقة، ويبث مقاطع ساخرة لأبرز الوجوه الدينية والسياسية الشيعية في الخليج العربي والعراق ولبنان، والتي تروج لنظام ولاية الفقيه. ومع اتساع حدة التوتر بين السعودية وإيران، أخذ برنامج "ملالي" بالتركيز أكثر على دور رجال الدين الشيعة في تلميع صورة إيران، التي تدعي حسن نواياها تجاه تدخلاتها في المنطقة العربية. وتناول برنامج "ملالي"، دور جماعة الحوثي في اليمن وحزب الله اللبناني وكيفية تلقيهم الدعم من طهران لتنفيذ مشاريع إيران في المنطقة. وفي إحدى حلقات "ملالي"، تحدث العنزي عن ما سماه علاقات "إيران السرية بالمحتل الإسرائيلي"، مرجعاً ذلك إلى أن الحكومة الإيرانية في الواقع ليست عدوة لإسرائيل كما تزعم، وإنما هي صديقة لها، ولكن من خلف الكواليس. وفي مقابلته مع "سبق"، قال العنزي، أن أهم الأسس التي قامت عليها الثورة الإيرانية في عام 1979 تصدير الثورة إلى الخارج، ومعناه استنساخ الثورة التي جاء بها الخميني، ونشرها في البلاد العربية والإسلامية. وأضاف العنزي، أن سياستهم قائمة على التدخل في شؤون دول الجوار، وإحداث البلبلة والفتن والقلاقل؛ ليتسنى لهم التغلغل واستغلال هذه الفوضى، ثم نشر الإرهاب في المجتمع؛ ليتهم كل طرف منهم الآخر، ثم تبدأ الصراعات والحروب الأهلية، وهذا واضح ومشاهد في كل بلد تدخّل فيه إيران، مثل لبنان واليمن والعراق وسوريا وغيرها. وفي حلقته الأخيرة التي بثت، يوم الاثنين، 18 أفريل 2016، تناول "ملالي" قضية الأحواز العربية المحتلة من إيران، وسرد عبر شهادات من أبناءها ما يعانونه من قمع وتضييق ومحاولات طمس الهوية العربية على يد المحتل الإيراني.