التدخل العسكري في اليمن خطأ إستراتيجي أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مرتضى سرمدي، أن بعض الدول التي تعيش حالة فوبيا إيرانية هي من تقف وراء الاتهامات الموجهة لطهران بشأن محاربة السنة ودعم التشيع في العالم السني وتحديدا الجزائر، موضحا أن تلك الاتهامات مجرد أفكار يروجها "التيارالصهيوني"، فيما رحب بوساطة الجزائر لفتح حوار بين الجزائر والسعودية لحل الأزمة اليمنية، داعيا إلى وقف الهجمات والبدء في حوار يجمع مختلف الفرقاء. وأشاد بموقف الجزائر من عاصفة الحزم والأزمة في اليمن. وأكد مبعوث حسن روحاني، أمله في أن تلعب الجزائر دورا بارزا في حلحلة الأزمة اليمنية ونقل نائب وزير الخارجية في ندوة صحافية عقدت بمقر السفارة الإيرانية استعداد بلاده للحوار مع المملكة العربية السعودية لحل الأزمة اليمنية، مباركا في الوقت ذاته وساطة الجزائر بين طهران وبين العربية السعودية في العملية العسكرية "عاصفة الحزم" التي تقودها مجموعة من الدول ضد الحوثيين، حيث قال "مستعدون للحوار، وليست لنا مشاكل للحوار معها..."، داعيا إلى وقف الهجمات والبدء في حوار يجمع مختلف الفرقاء حين قال "إن الحوار اليمني حتى ينجح لا يجب أن يكون مقيدا، فالحوار تحت القصف غير ناجح"، وبدا نائب وزير الخارجية مرتاحا لما تقوم به الجزائر نتيجة ما سماه "الدور الإيجابي لدولة الجزائر الصديقة". وتحاشى مبعوث الرئيس الخوض في تفاصيل الوساطة الجزائرية للوصول إلى تفاهمات بين الطرفين، خصوصا في الوقت الراهن الذي تشهد فيه علاقات طهران والعرب تشنجا وتوترا كبيرين على خلفية الدعم الإيراني الواضح لجماعة الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان ونظام بشار الأسد في سوريا والشيعة في العراق واكتفى بالقول "نرحب بكل جهد يبذل من الدول الصديقة خاصة الجزائر، وهذا لوقف الحملات والهجمات العسكرية"، لكنه في المقابل أشاد بالموقف الجزائري حيال الأزمة اليمنية بعدم مسايرة الموقف السعودي، قائلا "نعتمد على الجزائر لإنهاء الحملة، فقد اتخذت مواقف مناسبة من اليمن يمكن أن يؤثر فيما يحصل". ووصف الدبلوماسي سرمدي التدخل العسكري ضد الحوثيين لدول التحالف في العملية العسكرية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين بÇالخطأ الاستراتيجي"، وتابع "لا يمكن الوصول إلى السلطة بقتل الأبرياء... من الواجب على الدول المساعدة لينهوا هذه الحرب والهجمات العسكرية"، ورد ضمنيا على الاتهمات التي تطال طهران بشأن وقوفها وراء الحروب التي عرفتها بعض الدول، على غرار سوريا ودعمها للحوثيين ودعم الفكر الشيعي في هذه الدول، حيث رفض هذا الطرح وقال "بعض الدول في منطقتنا تأثرت بالتخوف من إيران لقد أصبحت فوبيا إيران والتخويف من الشيعة"، ليؤكد أن هذه المقاربة نتيجة صنع التيار الصهيوني وأضاف على ما سبق "لا يمكن أن للخيارات الخاطئة التي تؤدي إلى فشل السياسات لبعض الدول أن يتحملها الفكر الشيعي... لما تكون سياستنا ناجحة ويحدث خطأ في سياستهم -يقصد عن السنة- نرفض أن يتهم التوسع الشيعي بالإخفاق الذي سجلوه". وبرر مواقف إيران من باب دعمها ووقوفها مع مطالب الشعوب، وأكد إيمانه بعدم احتكار أي طرف للسطة قائلا "نؤمن بأن التيارات الأساسية يجب أن تكون حاضرة في المشهد، باستثناء الأطراف الإرهابية والتكفيرية". كما جدد مبعوث الرئيس الإيراني موقف بلده الرافض للعملية العسكرية ضد الحوثيين، لكنه دافع عن "أحقية" بلاده في التدخل العسكري بسورياوالعراق، تحت غطاء محاربة التكفيريين والإرهابيين"، ورد قائلا "خلافا للاحتفالات البائسة التي تقام في دول جوار سوريا، كان هنالك من يحارب الإرهابيين، ورغم أنه لم يذكر تركيا ودولا أخرى بصفة مباشرة تدعم هذه الجماعات التكفيرية الإرهابية -على حد تعبيره- وتمولهم بالمساعدات اللوجيستية"، إلا أنه أكد أنه حتى أصبحت هذه المجموعات مصدر قلق لتلك الدول التي باتت بعد أن توضحت للجميع الآثار السلبية للتدخلات العسكرية تقترب من فكرة "أن الحل في سوريا هو حل سياسي". وبشأن الملف النووي، قال سرمدي إن الحكومة الإيرانية لا تتعامل مع الملف على أساس "الربح والخسارة"، منوها بقدرة إيران على الحفاظ على برنامجها النووي، ووصف الاتفاق الذي تم مع القوى الكبرى ب"الانتصار الكبير لبلاده".