بدأت القوات الحكومية اليمنية بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية عملية عسكرية واسعة، الأحد، في اليمن ضد تنظيم القاعدة أدت إلى طرده من أحد معاقله في جنوب شرق البلاد، ومقتل 800 عنصر منه، بحسب التحالف. والعملية التي تشارك فيها قوات خاصة سعودية وإماراتية، هي الأكبر ضد المتشددين منذ بدء التحالف في مارس 2015، تدخله في اليمن لدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح. واستغل الجهاديون من القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هذا النزاع لتعزيز نفوذهم في جنوب اليمن. وللمرة الأولى يعلن التحالف مشاركة قوات برية منه في قتال المتشددين في اليمن، علماً أنه سبق لهذه القوات تقديم دعم ميداني مباشر للقوات الحكومية، في المعارك ضد المتمردين الصيف الماضي. وفي وقت مبكر الاثنين، نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن قيادة التحالف "انطلاق عملية عسكرية مشتركة ضد تنظيم القاعدة في اليمن، يشارك فيها الجيش اليمني، وعناصر من القوات الخاصة السعودية، والإماراتية". وأضافت أن العملية التي انطلقت الأحد، "أسفرت في ساعاتها الأولى عن قتل ما يزيد عن 800 من عناصر تنظيم القاعدة وعدد من قياداتهم وفرار البقية منهم". وأوضح التحالف، أن العملية تأتي "في إطار الجهود الدولية المشتركة لهزيمة التنظيمات الإرهابية في اليمن ودعم الحكومة اليمنية الشرعية لبسط نفوذها وسيطرتها على المدن اليمنية التي سقطت تحت سيطرة تنظيم القاعدة وأهمها مدينة المكلا والتي تعتبر معقل التنظيم". وكانت القوات اليمنية تمكنت الأحد، بدعم أيضاً من ضربات جوية للتحالف، من استعادة المكلا مركز محافظة حضرموت (جنوب شرق)، والتي سيطر عليها تنظيم القاعدة في أفريل 2015. وأفاد مسؤول عسكري يمني لوكالة فرانس برس: "لقد دخلنا وسط المدينة ولم نصادف مقاومة من مقاتلي القاعدة الذين انسحبوا غرباً" في اتجاه صحراء حضرموت ومحافظة شبوة المجاورة لها. وأوضح المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه، إن سكان المكلا المقدر عددهم بمائتي ألف طلبوا من الجهاديين تجنيب المدينة دمار المعارك. وإضافة إلى استعادة المدينة، أوضحت مصادر عسكرية يمنية، أن القوات المهاجمة تمكنت من استعادة مطار الريان في المكلا، ومعسكر للقاعدة قريب من المدينة، وميناء الضبا النفطي شرق حضرموت. ملاحقة الجهاديين "في جميع المدن" ومنذ ذلك الحين، عزز الجهاديون نفوذهم في مناطق أخرى من جنوب اليمن، لا سيما في عدن، ثاني كبرى مدن البلاد. وتنامى نفوذ الجهاديين على رغم استعادة القوات اليمنية والتحالف خمس محافظاتجنوبية من المتمردين أبرزها عدن، منذ جويلية. وواجهت القوات الحكومية صعوبة في فرض نفوذها على المناطق المستعادة، وشكل الجهاديون الذين تبنوا عمليات وتفجيرات ضد رموز السلطة وحتى قوات التحالف، التحدي الأبرز لاستعادة تثبيت السلطة. وفي بيانها الاثنين، أكدت قيادة التحالف "استمرارها في ملاحقة التنظيمات الإرهابية في جميع المدن اليمنية وهزيمتها وحرمانها من الملاذ الآمن حتى إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة". والأحد، قتل سبعة جنود يمنيين وجرح 14 آخرون في اعتداء بسيارة مفخخة نسب إلى تنظيم القاعدة، واستهدف رتلاً عسكرياً عند مدخل مدينة زنجبار، كبرى مدن محافظة أبين، والتي تعتبر أيضاً معقلاً للجهاديين. وقال مصدر عسكري، أن القوات الحكومية "انسحبت بعدها من زنجبار بعد أن كانت قد دخلت إليها مساء السبت من الجنوب"، وذلك بعد معلومات "عن اعتداءات أخرى بسيارات مفخخة يعد لها تنظيم القاعدة ضد قواتنا". وتأتي هذه التطورات الميدانية مع تواصل مباحثات السلام بين أطراف النزاع اليمني التي بدأت في الكويت، الخميس، برعاية الأممالمتحدة. وأفادت مصادر قريبة من المباحثات، الأحد، إن المشاورات لا تزال تشهد خلافات بين وفدي الحكومة والمتمردين، خصوصاً حول تثبيت وقف إطلاق النار الهش الذي بدأ تنفيذه منتصف ليل 10-11 أفريل.