أكدت صحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية على لسان مسئولين إسرائيليين أن الحوار بين فتح وحماس والتوجه إلى مصالحة بين الحركتين عبارة عن عمل مناقض للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية وان حدوث وحدة بين الفصائل الفلسطينية معناه انتهاء العملية السلمية إلا إذا وافقت حركة حماس علي شروط الرباعية والاعتراف بشرعية وجود دولة إسرائيل على أكثر من 80 % من ارض فلسطين. * يأتي هذا التدخل السافر والعلني في ظل حراك فلسطيني كبير تحت رعاية جهاز المخابرات المصري لتجسير الهوة بين الحركتين الفلسطينيتين المتنازعتين وإنهاء ملف الانقسام الفلسطيني والسير لإعادة ترميم المؤسسات الفلسطينية.. لقد كانت إسرائيل تكتفي سابقا بان تبلغ مواقفها بطرق أكثر تهذيبا وسرية إما أن تعلن إسرائيل هكذا على الملأ أنها ستوقف المفاوضات مع السلطة في رام الله إن هي توصلت إلى اتفاق مع حماس فإن هذا يعني أن إسرائيل هي من يقف بشكل مباشر أو غير مباشر وراء هذا الصراع الفلسطيني الفلسطيني. * السؤال الوجيه في هذا المقام ماذا قدمت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أنها كانت مناسبة للتنديد بالإرهاب والتأكيد على ضرورة التقدم في العملية السلمية والإصرار على أن نهج المفاوضات هو الخيار الوحيد لدى الفلسطينيين.. لم تقدم المفاوضات شيئا بل لعلها كانت غطاء للاستيطان الإسرائيلي ولعمليات الهدم والتجريف والقتل والملاحقات المستمرة والحواجز والاغلاقات والحصار في الضفة الغربية وقطاع غزة. * لم تقدم المفاوضات شيئا بل كانت حالة سيئة من الأداء الفلسطيني حيث كان التنافس حادا بين السياسيين الفلسطينيين على فتح قنوات الاتصال بالإسرائيليين والأمريكان ولكن دون جدوى ولكم صفعت الوفود الفلسطينية بقسوة من قبل الإسرائيليين والأمريكان الذين لا يراعون صداقة ولا ولاء إنما هي المصالح والمصالح فقط. * إذن فلترحل المفاوضات التعيسة غير مأس وفعليها فلقد كانت صفحة من الصفحات الرديئة في تاريخ الشعب الفلسطيني ولن يجد الذين انهمكوا فيها أي مجال لكي يورثوا لأبنائهم فخرا أو عزا إنما هي الخجل والانزواء نتيجة السذاجة التي أصيبت بها الطبقة السياسية الفلسطينية في مواجهة عدو يديرا الأزمة بإتقان. * إن الإقلاع عن تلك المفاوضات لايعني بالضرورة أن الموقف النقيض في الساحة اليوم يمتلك برنامجا أو رؤية للموضوع الفلسطيني.. إن الذين استمرارا الحصار ويعيشون على الفتات يتسقطون الصدقات والتبرعات من هنا وهناك إنما يكونوا أزاحوا القضية عن المسرح السياسي إلى زوايا الشأن الإنساني وتكون القضية بذلك قد أصبحت في خبر كان. * انه لأمر عجيب حقا أن تتداعى فتح وحماس إلى هدنة مع إسرائيل وكل من جهته يعلن التزامه بذلك ويمنع أي مقاوم يحاول فتح النار على العدو.. وفي الحين ذاته لا يجدان لغة يتفاهمان بها ولا يبرحان محل الصراع فهل هذه ضمانة للموقف الإسرائيلي؟؟؟