صفقة تجارية فريدة من نوعها تجمع بين الطرافة والحزن في الوقت نفسه، بطلها شيخ في العقد الثامن من عمره ينحدر من إحدى قرى ولاية تيسمسيلت، لم يكن يدري أنه يأتي يوم يبيع فيه كيس نخالة يكبّده خسارة 100 مليون سنتيم بدلا من أن يربح فيه بعض الدنانير يغطي بها مصاريف قوت عائلته مثلما جرت عليه العادة. الحكاية وما فيها أن الشيخ المزارع اعتاد على امتهان نشاط تربية المواشي وبيعها بمعية الأعلاف في الأسواق الأسبوعية، لكن الأسبوع المنقضي لم يكن كباقي الأسابيع التي يقضيها الشيخ متجوّلا بين الأسواق، بل لازم فيه الفراش وامتنع عن الأكل متحسرا على خسارة 100 مليون سنتيم ضاعت منه بطريقة يندى لها الجبين، حيث أن الشيخ يكون قد باع كيس نخالة في أحد الأسواق الأسبوعية قبل أيام قلائل وهو الكيس الذي كان يحمل بداخله كيسا ثانيا معبأ بمبلغ مالي قدره 100 مليون سنتيم يمثل عائدات ما قبضه من عملية بيع رؤوس مواش أخفتها زوجته العجوز عن أعين أولاده بطلب منه، لكن من دون أن تخبره بمكان الوديعة، وفي اليوم الموالي أخذ الشيخ أكياس النخالة بما فيها "الكيس الكنز" وذهب بها إلى السوق، أين قام ببيعها لشخص يجهل هويّته، وعند عودته اكتشف بعد أن أخبرته شريكة حياته بالأمر بأن الكيس قد باعه بما حمل فضرب أخماسا في أسداس وانهالت عليه ضربات المثل الشعبي القائل "جا يسعى ودّر تسعة".