دخلت عديد العائلات في سباق هذه الأيام لاقتناء ملابس العيد، فبالرغم من أن المناسبة مازال يفصلنا عنها شهرين كاملين، غير أن التخوفات من ارتفاع أسعار الملابس وارتفاع درجة الحرارة المرتقبة خلال شهر رمضان القادم والمتزامن مع شهر جوان جعل العائلات تهتدي لهذه الحيلة. "الشروق" تنقلت وجابت محلات العاصمة لتقف حول الأسباب والدوافع لهذه الظاهرة المتكررة كل عام. لم نكن نتصور ونحن نجوب شوارع العاصمة وما تزخر به من مراكز تجارية ومحلات تجارية، والتي كانت خلالها جل العائلات تستعد لاستقبال الشهر الفضيل بإعداد البيوت واقتناء حاجيات المنزل، قد تغيرت ليصبح شراء ملابس العيد وبعض لوازم الحلويات هو الشغل الشاغل لهن، فتراهن يسابقن الزمن ويجبن أرجاء المحلات والمراكز التجارية بحثا عن التخفيضات الكبرى حتى وإن لم تعرض هذه المحلات أحدث الملابس الصيفية، فهمهم الوحيد هو الظفر ب "فرحة العيد" قبل الزيادات المتعود عليها. بداية جولتنا كانت من شارع حسيبة بن علي المزدحم بالمحلات التجارية التي تعرض "الصولد" على مدار السنة، غير أن الإقبال عليها هذه الأيام تضاعف. يقول "محمد" صاحب محل لبيع الملابس الرجالية، "الناس كامل تعرف العقلية" فقد أصبح شراء ملابس العيد عادة عند المواطنين كبارا وصغارا تفاديا لارتفاع الأسعار، فكما تشاهدين البضاعة المعروضة حاليا هي موديلات قديمة لصائفة 2015 ولذا نبيعها بأسعار منخفضة، أما التصاميم الحديثة والخاصة بصيف 2016 فلم يحن موعدها بعد، غير أن الزبون وبالأخص الرجال لا يهتمون بنوعية البضاعة أو التصاميم بل المهم أن تكون الثياب جديدة بأسعار منخفضة وفقط. ويشاطره الرأي شاب آخر كان في المحل يرى أن الموضة غير مهمة ولن تختلف كثيرا عن العام الماضي، فقد اشترى من محل آخر قميصين ب 1000 دج وهما من النوعية الجيدة وينوي الاحتفاظ بهما لعيد الفطر، فعلى حد قوله هذه الفرصة لن تتاح له مرة أخرى وهو الآن يبحث عن سروال يتناسب معهما، معلقا "في الأخير ماذا فعلت لنا الموضة، أفرغت جيوبنا، أنا ألبس ما يناسب مع ميزانيتي".