أعرب وزير الشؤون الخارجية، والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، الخميس، عن استنكاره من التصريحات التي أدلى بها السفير الفرنسي في الجزائر، برنار ايميي، بخصوص منح التأشيرات للجزائريين. وقال لعمامرة، في تصريح صحفي، على هامش اللقاء الذي جمعه مع ممثل الإتحاد الأوروبي لدول الجوار، إن ما ورد على لسان السفير الفرنسي برنار إيمي حول منح 60 بالمائة من التّأشيرات لأبناء منطقة القبائل تصريح "غير مسؤول". وكان بيرنار ايميي، قد صرّح في وقت سابق، على هامش الزيارة، التي قادته إلى ولاية تيزي وزو، أن 60 بالمائة من التأشيرات الممنوحة للجزائريين من قبل سفارة باريس استفاد منها الجزائريون المقيمون في منطقة القبائل الكبرى والصغرى وخاصة الطلبة الجزائريين. وأضاف لعمامرة بقوله: "من المؤسف أن يصدر تصريح مماثل من دبلوماسي يجب أن يكون دوره جامعا لا مفرقا". من جهة أخرى، علّق وزير الخارجية رمطان لعمامرة، على التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، وقال إن هذا الأخير "يخطئ ويصر على خطئه ويرتكب نفس الأخطاء في كل مرة". وكان ساركوزي قد عاود قبل أيام، هجومه على الجزائر فيما يتعلّق باستقرار الأوضاع فيها أمنيا واقتصاديا، وقال بأن هذا الوضع يشكّل تهديدا للقارة الأوروبية . وقال ساركوزي في خطاب حول "الدفاع"، "على أبواب أوروبا الوضع غير ستقرر بالكامل على الحدود الجنوبية للبحر الأبيض المتوسّط، فسوريا مُسحت من الخريطة كدولة، وليبيا غير مستقرة تماما وتونس القريبة منا توجد في وضعية تحتم علينا التحرّك لأنا أي الأمن في تونس يعني أمن فرنسا، أما في الجزائر فلن أقول شيئا عن أصدقائنا الجزائريين لأني أعلم أن الوضع حسّاس.. وأعارض وأكذّب رسميا من يقول إنه ليس هناك تساؤلات وشكوك في هذا الموضوع، خاصة مع انهيار أسعار المواد الأولية وتبعية هذا البلد الكبير للنفط.. ولأسهّل الأمور نحن في أوروبا في مواجهة تهديد كبير". وخلص وزير الخارجية رمطان لعمامرة، موقف الجزائر من تصريحات الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، بقوله: "من يخطئ ويصر على الخطأ لا قيمة له عند الجزائريين". وتمر العلاقات الجزائرية الفرنسية بفترة توتر كبيرة طبعتها التصريحات والتصريحات المضادة من طرف مسؤولي البلدين، كانت بدايتها الحملة الإعلامية التي شنتها الصحافة الفرنسية على الجزائر وخوضها في الملف الصحي لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، وهو ما احتجت عليه الجزائر بحجب التأشيرة عن بعض الصحفيين التابعين لصحف وقنوات فرنسية ومنعهم من مرافقة الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس إلى الجزائر.