في خطوة تثير كثيرا من التساؤلات، زار وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، ميشال بارنيي، الجزائر، والتقى وزير الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، وهي زيارة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية الفرنسية واحدة من أسوأ المراحل. ميشال بارنيي، الذي قاد الدبلوماسية الفرنسية سنتي 2004 و2005 في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك، نشر ثلاث تغريدات له بموقع "تويتر"، ظهر في الأولى رفقة لعمامرة، وعلق عليها بقوله: "الجزائر.. سعيد بلقاء ومحاورة وزير الدولة وزير الخارجية رمطان لعمامرة"، إلى جانب صورة تبدو وكأنها بمكتب لعمامرة بوزارة الخارجية. في حين تظهر التغريدة الثانية الرجل الأول في قصر "الماتينيون" سابقا إلى جانب سفير فرنسابالجزائر، بيرنار إيميي، والمهندس حليم فايدي وإيزابيل (...) على سطح إحدى المباني بقصبة العاصمة، بحسب ما كتبه بارنيي. أما التغريدة الثالثة فتضمنت زيارة مواقع أثرية لولاية تيبازة غرب العاصمة، وعنون تغريدته: "على طريق ألبير كامو.. حيث الحب بلا حدود"، علما أن بارنيي لا ينتمي إلى اليسار الماسك بزمام الرئاسة والحكومة في فرنسا. ولم يعلن الطرف الجزائري عن هذه الزيارة، ولم يتسرب عنها غير تغريدات الوزير الفرنسي السابق على حسابه في "تويتر"، ما يعني أن في الأمر خبايا وأسرار، مثلما يرجح أن يكون الطرف الفرنسي يسعى إلى تبديد غيوم لبدات سماء العلاقات الثنائية. وكانت يومية "لوباريزيان" الفرنسية نشرت مقالا خلال الأسبوع المنصرم، أشارت فيه إلى أن الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس، اعتذر لنظيره الجزائري، عبد المالك سلال، وأكد له فيها أن نشر صورة الرئيس بوتفليقة بعد عودته من زيارته التي قادته للجزائر، لم تكن بنية الإساءة للرئيس بوتفليقة. وقد سئل الوزير الأول عبد المالك سلال في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الخامس (الاستثنائي) لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، الخميس المنصرم، عن حقيقة اعتذار فالس له، بحسب "لوباريزيان"، غير أن سلال لم يؤكد كما لم ينف صحة المعلومات. وتعزز هذه المعلومات وجود برودة تصل درجة التجمد في العلاقات بين الجزائر وباريس، خاصة من الجانب الجزائري، الذي يبد وأنه جد منزعج من خرجات الطرف الفرنسي، الرسمي منه وغير الرسمي (الإعلامي)، التي اساءت للجزائر وبعض رموزها مؤخرا.