لقد بلغ عدد العاطلين عن العمل في الولاياتالمتحدة نحو 10.5 مليون شخص، بينهم 2.8 مليون شخص فقدوا وظائفهم في الشهور ال12 الأخيرة ونحو مليون منذ اشتداد أزمة الائتمان في أوت الماضي، وفق إحصاءات وزارة العمل الامريكية التي أفادت أن من خسروا وظائفهم الشهر الماضي (240 ألف) كان عددهم الأعلى منذ 14 عاما. * وسيضطر الرئيس الأمريكي إلى ضخ 500 مليار دولار لإنقاذ المصانع والشركات اتقاء لحدوث انهيار كامل لليد العاملة وتراكم البطالة وما يترتب عليها من مآزق اجتماعية واقتصادية * ..جون هيرمان، من "هيرمان للاستشارات" في نيويورك، قال "إن البلاد في حال ركود شديد وعلى الرئيس الجديد أن يُقدم خطة لحفز الاقتصاد يجب أن يُخصص لها 500 بليون دولار". وأضاف: "عليه إنقاذ الصناعات الكبرى، بينها السيارات والأسلحة وقطاع المعلوماتية والخدمات وضخ الأموال في الشركات الصغيرة لمساعدتها على الاحتفاظ بموظفيها". * وهكذا يبدأ العهد الجديد مع الرئيس أوباما بملفات مستعصية على الصعيد الاقتصادي، فكل يوم جديد يحمل أخبار انهيار مؤسسة اقتصادية والخسائر تتفاقم ككرة الثلج والمحاولات الجادة الضخمة لإنقاذ الأوضاع تبدو محدودة وغير كافية فلقد بلغت الخسائر في الأسهم الأمريكية فقط 6 تريليون دولار .. وكل ما استطاع الأمريكان حشده من أموال الدولة لإنقاذ الوضع لا يزيد عن تريليون ونصف تريليون ..وهكذا تبدو لغة الأرقام والفروقات مذهلة ومربكة وستكون الامتحان الأصعب الذي سيواجه الإدارة الأمريكيةالجديدة. * إن الآثار العميقة للانهيار الاقتصادي الأمريكي سيلقي بثقله على التركيب الاجتماعي والفسيفساء القومي والتعدد الاثني ثقافيا وعرقيا وطبقيا وسيجد الحكام الجدد في البيت الأبيض أنفسهم وجها لوجه مع قضية التأمين الصحي ومستحقات البطالة والكساد وتكوين تيار من المهمشين الجوعى المتسكعين على أرصفة الشوارع بلا مأوى ولا مأمن. * فهل يستطيع أوباما المنتصر لتوه أن يحقق النجاة للمجتمع الأمريكي..؟ فلعل أوباما يدرك أن الناخب الأمريكي كان غير مكترث إلا بمن يبشره بالخروج من المأزق وإيقاف حالة الانهيار..برامج أوباما لا تكفي فهي تجنح إلى البعد الأخلاقي في مواجهة أزمة مالية.. ثم من أين سيأتي أوباما بتعويض الخسائر التي تلحق بالمؤسسات الاقتصادية التي تضم ملايين العمال المهددين بالطرد؟ * سيكابر أوباما وسيتحدث عن أمريكا العظمى وسيذكر الأمريكان بأمجادهم القريبة وان هذه الأزمة لن تستمر طويلا مستنجدا بما تكتنزه الذاكرة الأمريكية عن قدرة أمريكا بتجاوز الكساد العظيم سنة 1929 .. إلا أن الأمور الآن أكثر تعقيدا والانهيار يتواصل ولا يبدو أن هناك قاعا له.