ارتفعت معدلات البطالة في العالم رغم تقارير تشير إلى أن الانتعاش قد بدأ فعلا في بعض الاقتصادات أو أنه ينتظر أن يبدأ في وقت قريب وقالت وزارة العمل الأميركية إن أكبر اقتصاد في العالم خسر 263 ألف وظيفة الشهر الماضي، لترتفع نسبة البطالة إلى 9.8% في أوت الماضي، وإذا تم احتساب نسبة الذين تم تخفيض عدد ساعات عملهم والذين يعملون في وظائف مؤقتة بسبب عدم حصولهم على وظائف دائمة، فإن النسبة ترتفع إلى 17%، وهي الأعلى منذ بدأت الحكومة في تسجيل هذه المعلومات عام 1994. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الأرقام تشير إلى أن أي انتعاش اقتصادي في المستقبل سيكون ضعيفا رغم خطة التحفيز التي شرع في تنفذها منذ عامين وقوامها 787 مليار دولار ويقول بعض الخبراء إن الاقتصاد الأميركي ربما حقق نموا وصل إلى 3% في الربع الثاني من العام، لكن الجدل يدور حول قوة الانتعاش ومقدرته على الصمود ولم تكن الولاياتالمتحدة الوحيدة التي تسبب فيها الركود الاقتصادي في ارتفاع عدد العاطلين، فقد كانت البطالة أحد أعراض الركود في الدول الأعضاء الثلاثين الصناعية التي تكوّن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وتراوحت هذه النسبة بين 3.2% في هولندا مثلا إلى 17.6% في إسبانيا, كما تظهر أرقام المنظمة لشهر جويلية الماضي.وتظهر أرقام الاتحاد الأوروبي لدول منطقة الأورو أن معدل البطالة فيها وصل في الشهر الماضي إلى 9.6%. وتقول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن معدل البطالة بين دولها سيصل إلى 10% في النصف الثاني من العام القادم، ما يعني أن 57 مليونا سيكونون عاطلين عن العمل. وحسب بعض الإحصائيات التي أشارت إليها جريدة التايمز الأمريكية فإن معدلات البطالة في ألمانيا ارتفعت نسبة البطالة هذا العام إلى 7.7% في جويلية من 7.3% في الشهر نفسه من العام الماضي، لكن هذه الأرقام تظل أقل من نسبة 8.4% التي سجلت كمعدل لعام 2008 واستطاعت الحكومة الألمانية المحافظة على عدم تفاقم البطالة بسبب دعمها للموظفين الذين تم تقليص ساعات عملهم من أجل تجنب تسريحات على مستوى واسع. أما فرنسا فقد استطاعت الحكومة تنفيذ إجراءات لتخفيف حدة البطالة مثل خفض ساعات العمل وخفض الضرائب عن بعض العاملين. وارتفعت نسبة البطالة إلى 9.25% في جويلية الماضي من 7.8% في الشهر نفسه عام 2008 وتتوقع منظمة التعاون الدولي والتنمية أن تصل النسبة إلى 10% في نهاية العام الحالي. و في بريطانيا وصل معدل البطالة إلى 7.9% في يوليو/تموز الماضي، وهو أعلى مستوى منذ 13 عاما، ويتوقع أن يصل عدد العاطلين إلى ثلاثة ملايين في العام القادم في حين أن إسبانيا تحولت إسبانيا من نموذج للنمو في أوروبا يخلق ثلث فرص العمل المتاحة في منطقة الأورو في العقد الماضي، إلى بلد يرزح تحت أعلى نسبة بطالة بسبب انهيار صناعة الإنشاءات وزيادة إنفاق المستهلكين بصورة كبيرة في العامين السابقين، مما أدى إلى تفاقم الائتمان. وارتفع معدل البطالة في إسبانيا من 8.3% عام 2007 إلى 11.3% عام 2008 وإلى 17.6% في جويلية الماضي كما أن إيرلندا ارتفعت فيها نسبة البطالة من 4.6% عام 2007 إلى 6% عام 2008 وإلى 13.3% في جويلية الماضي أما كوسوفو إحدى أفقر الدول الأوروبية وهي ليست من الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وصل معدل البطالة إلى 46.3% من جهة أخرى اليابان وفي اليابان انخفض معدل البطالة إلى 5.5% في أوت الماضي من 5.7% في الشهر الذي سبقه، لكنه بقي الأعلى في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وارتفع عدد العاطلين إلى 32.7% في أوت الماضي، أي إلى 3.61 ملايين. كما ارتفع عدد العاملين المؤقتين في ثاني أكبر اقتصاد في العالم ليصل إلى ثلث القوة العاملة في السنوات الأخيرة. وارتفع في الصين معدل البطالة الرسمي في الصين إلى 4.3% في الربع الأول، لكن المعدل الحقيقي قد يكون أعلى بكثير، إذ إن الأرقام الحكومية تهمل ملايين العمال المهاجرين من الأرياف والذين تسرحهم الشركات لفترات دون أجر. ووصل عدد العاطلين حتى نهاية جوان الماضي نحو 9 ملايين من جملة الأيدي العاملة في المدن والبالغة 210 ملايين ويقول مسؤولون حكوميون إن نحو 30 مليون عامل مهاجر من المناطق الريفية فقدوا أعمالهم في المصانع بنهاية العام 2008. و في المكسيك ارتفع معدل البطالة في المكسيك إلى 6.28% الشهر الماضي، وهو الأعلى منذ 13 عاما من 4.2% في الشهر نفسه عام 2008 أما البرازيل فقد بقي معدل البطالة عند 8.1% في أوت الماضي للشهر الثاني على التوالي، ولكنه انخفض من 9% في مارس الماضي من جهتها في جنوب أفريقيا بقي معدل البطالة عند 23.6% في الربع الثاني من العام الحالي، ارتفاعا من 23.1% في نفس الربع من العام الماضي.