يتسبّب الملح الخالي من اليود في مشاكل صحية جمّة للجزائريين تؤثر على نموهم العقلي والجسدي وتسبب لهم تأخرا دراسيا وعقليا ونموا بطيئا وتتجسد بالأخص في الإصابة بمرض الغدة الدرقية والحنجرة وقد تتطور إلى أورام سرطانية قاتلة وإجهاض للنساء الحوامل. وأوضح البروفيسور سمروني مراد، خبير في الصحة والرئيس السابق للجمعية الجزائرية لأمراض الغدد، أن 5 بالمائة من أعراض الحنجرة تتعلق بالغدة الدرقية، وذلك بمناسبة تنظيم حملة عالمية للتحسيس والتوعية لمواجهة اضطرابات الغدة الدرقية بادرت بها الجمعية الجزائرية لأمراض الغدد بالتعاون مع مخبر "ميرك" للمرة الثانية وتستهدف هذه المرة تحديد الأعراض المسببة لاضطرابات الغدة الدرقية عند الأطفال، حيث احتضن رياض الفتح نهاية الأسبوع فعاليات تحسيسية للأهل والأبناء من أجل التعرف على المرض وأعراضه وذلك في جو من الترفيه والتنشيط . ويقول سمروني "رغم اعتماد برنامج وطني لإضافة اليود إلى الملح بداية التسعينيات، إلا أن المؤسسة الوطنية لإنتاج الملح "إناسال" تغطي 50% من الحاجيات الوطنية من الملح، بينما النسبة المتبقية يتكفل بها الخواص، في ظل صعوبة مراقبة نسبة اليود في الملح". وهو ما جعل المختص يؤكد على أهمية تدخل السلطات من أجل المراقبة والمتابعة لمدى احترام إضافة اليود إلى الملح كونه العنصر الغذائي المتداول والذي يشكل نقص اليود فيه خطرا حقيقيا على الصحة العمومية. وتعد عيّنة التشخيص عادة، حسب البروفيسور سمروني للأطفال بين 6 و14 عاما، حيث أثبتت حملات التشخيص التي خاضتها الجزائر في سنوات السبعينات أن 70 بالمائة من التلاميذ كانوا يعانون من أعراض الدرقية ومن تأخر دراسي بسببها، وأوضحت الخريطة أيضا أنّ بعض المناطق الساحلية أيضا كانت نسبة الإصابة بها عالية على غرار تيبازة ومنطقة القبائل وشرشال وغيرها. غير أن النسبة تراجعت بشكل كبير دون تقديم أرقام واقعية بحكم انعدام حملات التشخيص منذ 18 عاما، وعدم قيام الأطباء والخبراء بحملات ميدانية للوقوف على الواقع الحقيقي المعيش، ويتم التشخيص بقياس نسبة اليود في البول.