أضحى الطريق الرابط بين قرية توندرات وتين زواتين بولاية تمنراست، مقصدا لعصابات مسلحة، تنصب حواجز في الطريق لنهب وسلب أموال ومركبات المارة، ما أثار حالة من الهلع والخوف في أوساط المواطنين الذين يستعملون الطريق في تنقلاتهم إلى عاصمة الولاية تمنراست. وقد قام هؤلاء المجهولون في العدد والهوية، وملثمون يتقنون التحدث بالتارقية وهي اللهجة التي يفهمها سكان المنطقة، بنصب حاجز أمني مزيف الجمعة، على الطرق الربط بين تين زواتين وقرية توندرت، حيث استعملت العصابة أربع درجات نارية من الحجم الكبير، وأسلحة من نوع البندقيات الرشاشة كلاشينكوف، كما كانوا ملثمين بشيشان ويتكلمون اللغة التارقية، يرجح أنها المتداولة في شمال دولة المالي، حسب ما صرح به أحد المواطنين المعتدى عليهم للشروق، العصابة تمكنت من توقيف أربع شاحنات وأربع سيارات رباعية الدفع، واستولت على هواتفهم النقالة وبعض النقود وبعض السلع كالحليب والتمر وغيره. كما تتزامن هذه الأحداث، مع تفشي ظاهرة سرقة السيارات في مدينة تين زواتين، حيث بلغ عددها أربع سيارات من نوع طيوطا استيشن، واختطفت اثنتان منها على الطريق الرابط بين تين زواتين ومدينة تمنراست، وواحدة سرقت في حي الفوليتيف، والأخيرة على ضفاف الخط الحدودي بين دولة مالي المجاورة والجزائر، اختطفها مجهولون مسلحون يوم أمس الأول من صاحبها، ثم لاذوا بالفرار إلى داخل الأراضي المالية، فبات سكان تين زواتين في حيرة وخوف وهلع على مركباتهم، بل يتخوف السكان من وصول التعدي عليهم إلى مساكنهم، والاستيلاء على ممتلكاتهم والفرار بها للدولة المجاورة، كما يتخوف المواطنون من الطريق الرابط بين مقر الولاية ومدينتهم، الأمر الذي يجعلهم لا يستطيعون الوقوف لأي سبب كان، وإن كان هناك شاحنة أو سيارة معطلة وتحتاج المساعدة. الظاهرة أثرت كذلك على سير مشروع الطريق الرابط بين مدينة سيلت وتين زواتين، حيث تعرضت المقاولة إلى الاستيلاء على عتاد تابع لها، وتعرض العمال للضرب وربطهم بالحبال. كما تم الترصد، السبت، لمسافرين وشاحنات بضائع عند شركة التنقيب عن الذهب (انور)، على طريق توندارت تمنراست، وتم تجريد المسافرين من كل ما يملكون. سكان المناطق الحدودية يناشدون السلطات الأمنية، خصوصا العسكرية منها، حمايتهم وحماية ممتلكاتهم من هذه العصابات، التي أصبحت تتجول بكل حرية داخل مدينتهم، ويقومون باستفزاز السكان في العديد من المرات. تجدر الإشارة إلى أن عصابة مشابهة كانت تعرضت لحافلتين لنقل المسافرين بين مدينة ادلس وجانت، وتم حجز منتخبين من المجلس الشعبي البلدي لبلدية ادلس في أشهر القليلة الماضية.