حذر أئمة المساجد في ندوة الشروق من عديد المخالفات الشرعية التي يقع فيها المواطنون وقراء التراويح في رمضان، مؤكدين أن هذه المخالفات ساهمت في انتشار مظاهر غريبة في المساجد التي اتخذ بعضها شعار "ما يطلبه المستمعون"، فتجدها تستقطب مقرئين يلحنون القرآن ويقصرون في الصلاة..، مقابل استفادتهم من أموال المصلين. كما تحدث ضيوف الشروق عن أهم المخالفات التي يقع فيها المواطنون والتي تفسد صيامهم. المنسق الوطني لنقابة الأئمة، جلول حجيمي: مساجد تبحث عما "يطلبه المستمعون" لجلب المصلين استحسن حجيمي ظاهرة إقبال الجزائريين على المساجد في رمضان، خاصة من الشباب، مؤكدا أن التجاوزات في هذا الشهر موجودة في كل بلاد الإسلام، وركز المتحدث على بعض منها، ناصحا المواطنين والمقرئين والأئمة بتجنبها، ومنها إطناب كثير من القرّاء في الدعاء وتلحينه، والذي تحول - حسبه - إلى ركن "ما يطلبه المستمعون"، ويقول "يسترسل المقرئ في سلسلة من الأدعية، وكل يطلب دعوة معينة ويكثر الداعي النواح والعويل، فيدعو لرئيس البلدية ورئيس الحي ونائب برلماني ورجل أعمال...." كما نصخ الائمة بعدم الإطالة في الصلاة، لدرجة، قسم المصلون الأئمة إلى أنواع... إمام "تي جي في" وإمام "يا لطيف..". وأكد حجيمي أن الوقت المستحب لأداء صلاة التراويح لا يتعدى ساعة و25 دقيقة، ويضيف "نوعية القراءة هي ما يستهلك الوقت، والأصل هي القراءة السليمة التي تركز على مخارج الحروف، أما المقرئ الذي يلحن ويركز على الموسيقى، فغالبا لا يفهمه المصلون ويلتهون بالموسيقى". واعتبر محدثنا "أن التنافس في تجويد القرآن وتحسينه بأصوات جميلة مشروع، شرط عدم الخروج عن الضوابط الشرعية، مع الالتزام بختم القرآن طيلة شهر رمضان". وبخصوص مسابقات القرآن، تمنى حجيمي، أن يركز منظموها على الحفظ المتقن، ولا يعتبرون التلحين أولوية، متأسفا لتميز كل الدول الإسلامية بلهجاتها عند قراءة القرآن، إلا الجزائريون ليس لهم أي موّال، فيقلدون"، ناصحا الطلبة بالحفاظ على أصواتهم، وتجنب المقامات الشرقية التي تجهد النفس وتذهب التركيز، داعيا لإنشاء مرجعية وطنية لقراءة القرآن. وتأسف منسق الأئمة لظاهرة امتلاء مساجد عن آخرها وهجرة المصلين لأخرى في رمضان، بحثا عن المقرئ بالصوت العذب. ولفت محدثنا الانتباه لظاهرة تلقي بعض المقرئين في رمضان مبالغ مالية خيالية رغم قراءتهم العادية، وآخرين متمكنين أحسن منهم في أحكام القرآن يأخذون القليل، قائلا "...الناس يستكثرون أن تمنح الأموال لمقرئ، في حين يغدقون الملايير على الفنانين... يوجد مقرئون متطوعون من الطلبة الجامعيين تجوز فيهم الزكاة، وهم متقنون في قراءتهم" و- حسبه- تجاهلنا لمقرئي وحفظة القرآن، ساهم في جعل المجتمع يتقبل إهانة القرآن، وآخرون همهم في العشر الأواخر من رمضان السؤال كم أعطوا للأمام من أموال؟
صيام غير المحجبة صحيح لكنها تؤثم على تبرجها وبخصوص صيام المرأة غير المحجبة، والصوم دون صلاة، يقول "صوم المرأة بدون حجاب صحيح، لكنها تؤثم على تبرجها، كما أن المرأة التي تتسبب في الفتنة برمضان، ولا تُحسّن من مظهرها فهذه مسألة أخرى... والحجاب ستر للمرأة، لا نقول جلبابا أو نقابا، ولكن ثوب يستر كامل بدنها..."، وحذر حجيمي، الشخص الذي يصلي في رمضان وينقطع عنها بعده، متسائلا "هناك حجاب رمضان ولحية رمضان وصلاة رمضان، أقول لهؤلاء رب رمضان هو رب شعبان". ورأى محدثنا في ظاهرة توزيع الشوربة والزلابية في المساجد، أمر لا يصح في بيوت الله، قائلا "بعض المساجد مع رفع أذان الإفطار، توزع الشوربة والبوراك والزلابية في المسجد...؟؟"، و الأفضل – حسبه - "منح المصلين كأس حليب وحبات تمر فقط في عملية منظمة"، وبالنسبة لتواجد المرأة بالمساجد في صلاة التراويح، أكد حجيمي "صلاة المرأة في المساجد ليست مفروضة، فصلاتها في بيتها أحسن، لكن الأفضل أن تذهب المرأة للمسجد في صلاة التراويح، بدل الذهاب لسهرة غنائية أو الجلوس في مجالس النميمة أو مع المسلسلات"، لكن لهن بعض المخالفات – يقول- مثل الثرثرة وإحضار الأولاد الرضع."..
إمام مسجد الفتح بالشراقة، محمد الأمين ناصري : 600 مليون وسيارات رباعية الدفع للقراء في الأحياء الراقية اعتبر إمام مسجد الفتح بالشراقة، محمد الأمين ناصري، أن كثيرا من الجزائريين يرتكبون مخالفات في صلاة التهجد. وحسبه، "أشخاص كثر يصلون التراويح في المساجد، ثم يذهبون إلى "القهوة" لتبادل الأحاديث ولعب الدومينو، ومباشرة بعد دخولهم المنزل، يؤدون التهجد، ورؤوسهم مليئة بأحاديث "القهاوي"... والأصل أن صلاة التهجد لابد فيها من أن ينهض الشخص من النوم وهو يشتهيه، أي ينام ثم ينهض وهو يشتهي إكمال النوم ليقوم الليل، متأسفا من ظاهرة إغداق رجال أعمال الملايين على مقرئين معينين، ونيتهم في ذلك، حسب تعبيره "أنهم يريدون تسيّد المساجد في رمضان، فيدفعون كل نفيس لمقرئين معينين، إلى درجة أن رجل أعمال دفع مبلغ 600 مليون سنتيم وسيارة رباعية الدفع لمقرئ معين".. وتطرق المتحدث بدوره، إلى مسابقات القرآن، التي أضحت حكرا على رمضان، كما أن الأصل في التنافس هو تحبيب النفس في حفظ القرآن طيلة السنة وليس في رمضان فقط. والإشكال "هل هؤلاء المتبارون يعرفون أصول القراءة، لأن القرآن ينبغي أن يُقرأ على أنه عبادة وليس تنافسا لأجل الماديات...كما أنه لابد من التركيز على حفظة القرآن وليس المتصنعين في القراءة، وهي الظاهرة التي حذر منها النبي عليه الصلاة والسلام.. وحذر ناصري من فتاوى غريبة ظهرت مؤخرا، ومنها تجنب ختم القرآن في رمضان، وهو ما اعتبره "بدعة"، فختم القرآن مطلوب في رمضان، والدعاء بعد ختم القرآن مستجاب. ونصح بدوره القراء بعدم التغني بالدعاء الذي أصبح موضة، إلى درجة صار الناس لا يفهمون ما يقول الداعي، ويرددون "آمين"، ومنهم من يقول "آمين" والداعي لم يكمل دعاءه، وبعض الدعاة يستغرقون أكثر من 20 دقيقة في الدّعاء. ويحذر "إذا كان الدعاء أكثر من القراءة في الصلاة ففيها نظر"، وحذر ناصري من بدعة الدعاء عبر الفضائيات خاصة السعودية منها، مع الإكثار من البكاء والنواح، "أعتبره إشهارا لمكة وجلبا للحجاج والمعتمرين فقط"، ونصح الإمام بالدعاء تضرعا وخفية. وختم تدخله بدعوة الجزائريين إلى حضور التراويح منذ اليوم الأول لرمضان، وألا يرتادوا المساجد في العشر الأواخر من رمضان فقط، موضحا: "من الأحسن أن يتم الشخص ختم القرآن في المسجد، ولا يأتي فقط في العشر الأواخر لرمضان"، مُحذرا الموظفين والعمال من ظاهرة التأخر اليومي عن الدوام في رمضان، لأنه "لا يجوز شرعا"، ناصحا أصحاب مطاعم الرحمة، بتجنب التبذير.
إمام مسجد بالكاليتوس، كمال بعزيز: النوم في المساجد يحرج الأئمة وصيام المرضى حرام أكد كمال بعزيز، إمام مسجد بحي الكالتيوس بالعاصمة، بشأن المصلين المؤدين صلاة التراويح في المسجد ولا يكملون الوتر مع الإمام ثم يغادرون المساجد، بغرض قيام الليل، أن "هذا الأمر مقبول شريطة أن ينام المصلون قبل شروعهم في قيام الليل". وحذر بعزيز من ظاهرة النوم في المساجد، التي تدفع الإمام ليصبح عدوانيا يتشاجر مع الأشخاص محبي الكسل والفتور في نهار رمضان، والحل حسبه "في تنظيم أمسيات قرآنية أو حلقات ذكر نهارا لتجنب النوم، وتلقين القرآن سمعا ونطقا في إطار قراءات جماعية "الحزب الراتب". وتساءل الإمام: هل الشخص الذي يقضي نهار رمضان نائما ينال ثواب صيامه بالكامل أم لا؟ وحذر من ظاهرة الشجار المتكرر والسب من أشخاص يتشاجرون ثم يقولون: أنا صائم، مؤكدا: "التشاجر يرفع بركة وأجر الصيام، وعبارة أنا صائم، نقولها لتثبيت النفس فقط وليس لدفع السيئة". وناشد بعزيز المرضى والمسنين الأخذ بالرخص في رمضان، وحسبه: "كثير من المرضى يشق عليهم الصيام، ومع ذلك يصومون، ومنهم مرضى السكري ومرضى الكلى، ويقولون نأخذ بالعزيمة، وحسب الأمام "مثلما يعطينا الله سبحانه الأجر في العزيمة، يعطينا الأجر في الرخصة، ومن مقاصد ديننا حفظ النفس من الضرر خاصة في فصل الحر". وأكّد الأئمة أن أشخاصا يتوسّلونهم يوميا لإقناع آبائهم المرضى بالعدول عن الصيام. ونصح الأئمة بأخذ استشارة أطباء متخصصين في الموضوع، كما أن المريض يؤجر لإفطاره رمضان لأنه أخذ بالرخصة.
الإمام محمد بلخير: الصلوات المفروضة أهم من صلاة التراويح نبّه الإمام من ولاية ورقلة، محمد بلخير، إلى ظاهرة إحجام الناس عن الصلوات المفروضة، ومواظبتهم على أداء صلاة التراويح بالمساجد، رغم أن التقرب لله يكون بالفرائض كما نبه إلى ظاهرة الاختلاف في الإمساك والإفطار، وحسبه "بعض الفلكيين ينزل بمستواه العلمي إلى العامة، رغم أن قضية الرزنامة لابد من أن تناقش ببحث علمي، وليس بزرع الفتنة والتشكيك، ولا يجوز لشخص ادعاء وجود أخطاء في الرزنامة الفلكية، "لأن هذا العلم يتحدث فيه مختصون وليس من هب ودب، داعيا وزارة الشؤون الدينية إلى وضع رزنامة محددة لمواقيت الإفطار والإمساك، ومتابعة تطبيقها على أرض الواقع وإلزام الجميع بها." وتأسف الأمام لتحول شهر رمضان عند الكثير إلى فرصة للاستغناء ونهب الجيوب، "والأصح أن رمضان فرصة لتجديد الإيمان، والصوم يقضي على مظاهر الفساد والتخلف... علينا أن نرقي في سلوكاتنا خلال الشهر الفضيل، كتجار وإداريين..." والمؤسف أيضا أن رمضان اقترن لدى الجزائريين بظواهر الجنون والسب والشتم والقتل، وزيادة الأسعار إلى درجة صار الاعتقاد لدى التجار أنه من لم يحقق ثروة في رمضان فلن يستغني أبدا..."، مُؤكدا أن بعض الدول الإسلامية، يتفق فيها التجار على تسقيف الأسعار، أما نحن فالعكس.