شهر رمضان المعظم، والذي تنطلق فيه التحضيرات قبل حلوله بشهور، بداية بعادة اقتناء أواني جديدة، إعادة طلاء المنازل، تنظيف كل ما يلزم تنظيفه، إلا أن الكثير من هاته العادات والتقاليد اندثرت أو إن صح التعبير اختفت مع الزمن، وأصبحت الكثير من العائلات القسنطينية المحافظة تتحسر عليها، لأنها كانت تميز قسنطينة عن غيرها من المدن. ومن تلك العادات "المسحراتي" أو ما يسمى عند القسنطينيين ب "بوطبيلة"، الذي غاب بغياب الثقافة القسنطينية، والتي يعتبرها الكثير من الناس عادات تحتكر على البلدان العربية فقط كالشام وغيرها، إلا أنها في حقيقة الأمر عادة قسنطينية قديمة تعود أصولها إلى عهد الفاطميين، واِستمرت إلى عهد الاحتلال الفرنسي، لتستبدل فيما بعد ب " المنبهات". وكان "بوطبيلة" يطوف كل ليلة قبيل الفجر شوارع وأزقة المدينة، ليخبر الناس بوقت السحور، مرددا عبارة "بوطبيلة نوض تتسحر سحور الليلة"، وأحيانا ينادي باسم رجل البيت "يا فلان عمك بوطبيلة نوض تتسحر سحور الليلة"، وكان محبوبا جدا خاصة عند الأطفال، هذه الشخصية التي يتذكرها أجدادُنا وآباؤُنا، افتقدتها مدينة الجسور المعلقة وأصبحت تعد من الماضي. كما غابت حلوى "النوقة" أيضا عن المائدة القسنطينية والتي استبدلتها الكثير من العائلات ب "الجوزية"، التي هي في الأصل يقتصر اقتناؤها على الأغنياء فقط لغلائها، على عكس"النوقة"، التي يستطيع المواطنون البسطاء من ذوي الدخل المحدود شرائها