أفادت مصادر مؤكدة على صلة بالملف الأمني، أن أفراد شبكة الدعم والإسناد الذين التحقوا بمعاقل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بمنطقة الوسط مؤخرا، يواجهون صعوبات في التأقلم مع الإرهابيين النشطين، إضافة الى ترصد تحركاتهم وتضييق الخناق عليهم خاصة في ظل ترددهم في تنفيذ اعتداءات انتحارية بعد قرار "درودكال" إقحامهم في النشاط الإرهابي مباشرة. * * خلافات بين جماعتي تلمسان وتيبازة بسبب "الجهوية" * * وقالت مصادرنا، إن حوالي 21 شخصا يوجدون محل بحث من طرف مصالح الأمن، كانوا ينتمون الى شبكات الدعم والإسناد بعدة أحياء بالعاصمة من باش جراح، الحراش، براقي التحقوا بالمعاقل الرئيسية "للجماعة السلفية" ببومرداس على خلفية التحقيقات الأمنية في الاعتداءين الإنتحاريين اللذين هزا مقر المفوضية الأممية بحيدرة ومقر المجلس الدستوري ببن عكنون، حيث كشف موقوفون عن هوية شركائهم الذين ينحدرون من أحياء بالعاصمة، وأمام هذا الوضع، تم إقناعهم بالالتحاق بالجبل ليتم تجنيدهم في السرايا التابعة للمنطقة الثانية منها "سرية زموري"، و"سرية الأرقم". * لكن هؤلاء "العاصميين" واجهوا استنادا الى إفادات إرهابيين موقوفين، صعوبات كبيرة في التأقلم مع نشطاء هذه السرايا الذين ينحدرون من ضواحي ولاية بومرداس، حيث يستفيدون من عدة امتيازات مقارنة ب"العاصميين" الذين حرموا من استعمال الهاتف النقال ومنعوا أيضا من الإتصال بعائلاتهم بحجة أنهم محل شبهة وشكوك في أنهم "موفدون" من طرف مصالح الأمن لاختراق التنظيم الإرهابي ونقل المعلومات عنهم خاصة في ظل العمليات النوعية التي حققت مصالح مكافحة الإرهاب مؤخرا استنادا الى عمل استخباراتي دقيق، ليتم عزل هؤلاء "العاصميين" وعدم إشراكهم في التخطيط للعمليات الإرهابية واللقاءات مما أدى الى بروز تكتلات داخل هذه السرايا، كما لا يخضعون للتدريبات القتالية وينقل عنهم أنهم أشبه ب"الأسرى" ولا يحملون السلاح كما فرض عليهم أمراؤهم رقابة مشددة خوفا من تسليم أنفسهم خاصة وأن هؤلاء كانوا يوفرون الدعم والإسناد بالمعلومات والمؤونة والنقل للخلية الإنتحارية التي كانت وراء اعتداءي 11 ديسمبر 2007 بالعاصمة. وتمكنت مصالح الأمن من تحديد هوياتهم ليطلب قادة التنظيم الفرار والالتحاق بالجبل في محاولة لإقحامهم وتوريطهم لعدم التراجع لكنهم تحولوا لاحقا الى "عبء" في ظل الحسابات الجهوية. * وكان نشطاء ينتمون الى تنظيم "حماة الدعوة السلفية" تحت إمرة "محمد بن سليم" (سليم الأفغاني) غرب البلاد قد طرحوا هذا الإشكال على قيادة التنظيم واشتكوا مما وصفوه بالتهميش والتمييز بين "جماعة الغرب" وجماعة الوسط بتيبازة التي تعد المعقل الرئيسي لتنظيم "سليم الأفغاني" الذي يتمركز أتباعه بڤوراية وحجوط ويحظون بالدعم المادي وبالمؤونة مع توفير الحماية عكس الإرهابيين بتلمسانسعيدة وغليزان وعين الدفلى الذين يواجهون الحصار والمرض إضافة الى انعدام المؤونة والسلاح خاصة في ظل تفكيك أغلب شبكات الإسناد، واتهم هؤلاء قيادة التنظيم بتكريس "الجهوية" على خلفية أن أغلب عناصرها ينحدرون من مناطق الوسط.