لم يمرّ أكثر من أسبوعين، على إطلاق، أول مركز للإدمان على "الفايسبوك" ضمن المركز الوسيط لعلاج المدمنين بقسنطينة، حتى وجد تجاوبا كبيرا من شريحة مهمة من المجتمع بين فضولي وطالب للعلاج من هذا الإدمان الجديد، الذي أخرج الكثير من الجزائريين من الحياة الواقعية وسجنهم في عالم خيالي لا يمكنهم التحرّر من قيوده. وعلمنا بأن الكثير من المعروفين في الجزائر، ومنهم رجل أعمال برلماني وفنانة وصحافي ولاعب كرة، سبق له وأن تقمص ألوان المنتخب الوطني للاعبين المحليين قد اتصل بخلية معالجة الإدمان على النت والفايسبوك، لأجل طلب المساعدة وبداية المتابعة النفسية الفردية والجماعية بعد شهر رمضان، ولكن الشيء الجالب للانتباه، هو أن الخلية تعتمد على السرّية، ضمن أخلاقيات مهنة الطب مثل سيرة علاج الإدمان على المخدرات. وقال الأستاذ رؤوف بوقفة باعث الفكرة ومدير المؤسسة الجوارية للصحة العمومية منتوري بقسنطينة نهار أمس للشروق اليومي، بأن الفريق المعالج، باشر العمل كتجربة ميدانية وأيضا من اجل إنقاذ المدمنين من الغول الافتراضي، ويتكوّن الفريق الطبي من أخصائيين اثنين في الأمراض العقلية، ومن نفسانيين اثنين، ومساعدتين اجتماعيتين وطبيبين عامين، وهو فريق مكتمل، باشر عمله مع المدمن وعائلته، ووضع لكل حالة ما سماه الأستاذ بوقفة، بمشروع علاج، ويتمثل في متابعة نفسية فردية للمدمن على الفايسبوك تليها متابعة نفسية جماعية، وهي لا تختلف عن معالجة الإدمان على المخدرات أو التدخين، وتم كشف حالات ضمن معالجة الإدمان على المخدرات، مدمنة أيضا على الفايسبوك، مما يجعل الشفاء من المخدرات مستحيلا، لأن المدمن لا يجد وقتا بسبب سُلطة الفايسبوك للعلاج، بما يسمى بالإدمان المركب.
السيدة رزيقة: ردّوا لي أبنائي، فقد خطفهم الفايسبوك من طالبي العلاج السيدة رزيقة، وهي معلمة بقسنطينة، قالت للشروق اليومي، "مهنتي أنستني في ظرف الثلاث سنوات الأخيرة الالتفات إلى أبنائي الثلاثة، ومع مرور الوقت، فقدتهم بكل ما تعني الكلمة من معنى مؤلم، هم على الدوام معتكفون مع عالمهم ولا يحدثوني، إلا مرات عن شأن لا معنى له، لا أمل لي الآن سوى استرجاع أبنائي من خاطفهم الفايسبوك".
المهنس وليد: إذا شُفيت من مرضي سأقيم وليمة أما المهندس وليد وهو شاب من ولاية ميلة، فقال بأنه عرف بوجود هذه الخلية عبر الفايسبوك، واتصل بها عبر الفايسبوك، واعترف بأن طليقته تعرّف عليها عبر الفايس وك، الذي صار شؤما عليه، لأنه استعمره وجعله يخرج نهائيا من عالمه الحقيقي الجميل إلى الفايسبوك، حتى صلاة التراويح أضاعها من أجل سهرات "فايسبوكية"، لأجل ذلك وعد بوليمة إن شفي من مرضه؟