أثار نهار أمس انتحاري "مزعوم"، حالة من الفزع داخل مجلس قضاء قسنطينة وهذا في حدود الثالثة إلا خمس دقائق عصرا، حيث كان المجلس يغط في محاكمات جزائية في القاعتين العلويتين، الأولى والثانية إحداهما تخص حالة سرقة وأخرى تخص مشكلة نفقة بين طليقة وزوجها السابق. * وفجأة اندلع صراخ في بهو الطابق العلوي كان مصدره شخص في سن ال45، يرتدي جاكيت عسلية اللون وأوهم الوجود بأن الأحزمة البنية ذات الجيوب التي لفّت جسده حسب شهود عيان هي أحزمة ناسفة وظل يطلب بصياح من دون انقطاع من الجميع مغادرة المجلس، حيث وقعت فوضى كبيرة في السلالم المؤدية إلى الخارج بمحاذاة ساحة "لابريش" في قلب المدينة. وهنا، تحركت مصالح الأمن بوحداتها السريعة وطوّقت المكان وأمّنت خروج الجميع بما في ذلك القضاة والمحامين والشهود والضحايا الذين غادروا المجلس ولم يبق سوى الانتحاري المزعوم، الذي طوقته وحدات الأمن وتمّ توقيفه في حدود الثالثة وعشر دقائق وإخراجه من المجلس مغطى الوجه بلباسه الخاص. وحسب شاهدة عيان وهي ضحية كانت تنتظر قضيتها، فإن الانتحاري المزعوم، دفعها وظل يردّد "سأحرقها.. سأحرقها"، بينما كشف مصدر أمني أن "المتهم" قال كلمة واحدة عندما ألقت عليه مصالح الأمن القبض "عندي حسيفة" أي ثأر.. وقد تمّ تأجيل القضايا ومعظمها في القسم الجزائي إلى موعد سيحدّد مستقبلا في الوقت الذي تبادر إلى الذهن أن الانتحاري المزعوم كان يريد إحداث فوضى لأجل هروب عدد من المساجين وهو ما جعل مصالح الأمن تؤمن سلامة وأيضا تفوّت فرصة انفلات الوضع وهروب المحبوسين. أما الأستاذ بهلول وهو محامي لدى المجلس، فأكد للشروق أن الشاب الذي حاول تفجير نفسه كان يبدو عليه القلق وينظر إلى ساعته. وقد طلب منه عدم قتل النفس البريئة وطلب منه إخراج من بالمجلس، حيث عمّت به فوضى ورعب كبيرين قبل أن تتدخل مصالح الأمن وتلقي القبض عليه.