علمت "الشروق" من مصادر مسؤولة بأن فرق الفحص الجمركية بالميناء الجاف التابع للمصالح الخارجية للجمارك بالدار البيضاء بالعاصمة منعت دخول عدة حاويات معبأة بالمنتجات المقلدة، أخطرها على الاقتصاد حاوية من عدادات مائية مقلدة قادمة من الصين مطابقة لنظيرتها المستعملة من طرف الجزائرية للمياه ومبرمجة للغش في قيمة الاستهلاك لأقل 80 بالمائة من قيمة الاستهلاك الحقيقية. * العدادات التي يجري إحصاؤها منذ تاريخ حجز الحاوية هي نسخة طبق الأصل لتلك المعتمدة من طرف الجزائرية للمياه والمستعملة في المنازل ولدى الشركات والمؤسسات، لكن وجه الاختلاف، فضلا على أنها مقلدة وتفتقد لكل المقاييس والمواصفات، فإنها مبرمجة لتسجيل مغشوش في قيمة الاستهلاك بأقل من 80 بالمائة من قيمة الاستهلاك الحقيقي، ما إذا ترجم بلغة الأرقام يجعل من تسعيرة اللتر الواحد من الماء الشروب لا تزيد عن بضع سنتيمات. * * * العدادات الممنوعة مبرمجة للغش في قيمة استهلاك بأكثر من 80 في المائة * ولم تستبعد مصادر "الشروق" أن يكون هذا العدد من العدادات المغشوشة مستورد، حسب الطلب، على اعتبار أن المستهلكين لا يمكنهم اقتناء عدادات غير تلك التي تضعها مصالح الجزائرية للمياه، ما يؤكد أنها موجهة لفئة معينة. * وما يؤكد هذه الفرضية هي المعلومات المتوفرة لدى مصالح الجمارك المكلفة بمكافحة الغش والتهريب التي تفيد بأن هذه العدادات موجهة للاستعمال من طرف بعض المستهلكين الكبار لمياه الشرب أو المياه الصناعية، على اعتبار أنها عدادات تمكن المخالفين والمتهربين من تسديد الحقوق من دفع قيم دنيا، في حين أن القيمة الحقيقية لاستهلاكهم تفوق ما يدونه العداد المغشوش عشرات المرات. * وكانت فرق الجمارك استهدفت تلك الحاويات دون غيرها اعتمادا على المعلومات المتوفرة لديها من قبل، حسب ما تتضمنه البطاقية الوطنية للمتعاملين المخالفين، والمتضمنة القائمة الاسمية لكل السجلات التي تتم بها عمليات الاستيراد المشبوه، ما مكن المفتشين من حجز الحاوية قبل فتحها لينكشف بها عدادات مائية صينية الصنع مقلدة ومغشوشة تقرر مصادرتها وإتلافها لاحقا، مثلما ينص عليه التنظيم الجمركي. * وليست وحدها العدادات المحجوزة المقلدة والمغشوشة، بل تم حجز حاوية معبأة بالمصابيح الكهربائية ل "ماركات" ألمانية فرنسية رفيعة توضع في الثريات الفاخرة وهي مصابيح تباع على أنها أصلية، في حين أنها مقلدة وفضلا عن ذلك، فإن خطورتها قد تتسبب في شرارات كهربائية حارقة بإمكانها التسبب في حريق للمنزل مثلما تبين بعد إجراء تجارب عليها. * وتأتي هذه العمليات بعد أسابيع فقط من حجز مسخنات مقلدة قاتلة بها فجوات تسرب الغاز واستعمالها لا يخلو من خطر الانفجاريات القاتلة، كما تم إلى جانب ذلك حجز حاوية أقفال مقلدة تتلف أياما قليلة بعد استعمالها، علما انه يمكن فتحها بأي مفتاح آخر غير مفتاحها وتباع على أنها لأكبر "ماركات" الأقفال المتداولة في السوق العالمية. * وبالمطار الدولي هواري بومدين تم حجز قرابة 700 هاتف نقال من أحسن "الماركات" داخل طرود بريدية مصرح بأنها تحوي مستلزمات شخصية، لكن بعد تفتيشها تبين أن بها هواتف نقالة، منها التي حجزت في مطار المسافرين والبقية في مصلحة حفظ الأمتعة.