أعلنت المؤسسة الوطنية للبلاستيك والمطاط التابعة للمجمع الصناعي لمنتجات المطاط، عن خسارة 50 بالمائة من حصتها في السوق الجزائرية بسبب الهجمة الشرسة للمنتجات البلاستيكية والمطاطية الصينية التي غزت السوق الجزائرية خلال السنوات الأخيرة. * * * * مساكن "عدل" جهزتها الشركات الصينية بالحنفيات القاتلة * * وكشف مدير الاتصال بالمؤسسة في تصريح ل"الشروق اليومي"، على هامش المعرض الأول للإنتاج المغاربي، أن الشركات الاسياوية والصينية منها أصبحت تعتمد على شركاء جزائريين لترويج منتجات بلاستيكية ومطاطية مقلدة ومن نوعية رديئة لا تخضع لأدنى شروط المراقبة في السوق الجزائرية التي عرفت ارتفاعا كبيرا في الطلب على المنتجات البلاستيكية والمطاطية منذ 2001 مستغلة المشاريع الكبرى التي أطلقتها الجزائر في البناء والأشغال العمومية والموارد المائية والطاقة وهي القطاعات التي تتطلب كميات كبيرة من هذه المنتجات. * وقال مفتاح ساسي، إن إنتاج الجزائر من هذه المادة استقر في حدود 350 ألف طن سنويا بسبب المنافسة الشرسة من طرف المنتجات المنخفضة الثمن المستوردة من الصين وبعض بلدان آسيا، مضيفا أن استهلاك الفرد الجزائري يتراوح بين 12 و15 كغ سنويا وهو مستوى يشجع على توسيع الاستثمارات المحلية العمومية والخاصة في حال تدخل وزارتي الصناعة والتجارة والمالية لتنظيم القطاع وفرض احترام إجراءات المنافسة الشرعية في قطاع البلاستيك والمطاط الحساس والخطير جدا على الأمن الصناعي وصحة المواطنين. * وتراجعت الطاقة الإنتاجية للمؤسسة إلى 30 ألف طن سنويا وهو ما يعادل 8 بالمائة فقط من حجم السوق الوطنية من كل المنتجات البلاستكية الموجهة لقطاعات السكن والبناء والأشغال العمومية والفلاحة والري والتربية وقطاع المحروقات برقم أعمال لا يتعدى 300 مليار سنتيم رغم وجود ورشات ضخمة جدا في قطاع البناء والأشغال العمومية والطاقة التي استفادت منها الشركات الصينية بفضل العروض المالية المنخفضة التي تقدمها مقارنة بعروض الشركة. * وقال المتحدث إن الشركة لجأت إلى تسجيل عديد من منتجاتها على مستوى المعهد الوطني للملكية الفكرية من أجل حمايتها من التقليد وتسهيل عمل الجمارك الجزائرية في مكافحتها للمنتجات المقلدة، وهي نفس الآلية التي لجأت إليها الشركة الوطنية للوالب والسكاكين والصنابير "بي.سي.أر" التي لجأت إلى القضاء لمتابعة شركات جزائرية قامت باستيراد حنفيات وتجهيزات مقلدة من الصين بنفس التسمية التجارية مصنعة من مواد قاتلة بسبب تصنيعها من مادة "الزماك" التي تسبب السرطان عند اختلاطها مع ماء الحنفية، ومادة "الزماك" هو معدن يتكون من الزنك بنسبة 95 بالمائة و4 بالمائة من الألومونيوم و1 بالمائة نحاس وحوالي 0.03 بالمائة من مادة المغنيزيوم، وتلجأ الشركات الصينية المختصة في التقليد إلى استعماله في صناعة الحنفيات التي تصدر إلى الجزائر وتباع على أساس أنها منتجات "بي. سي. أر" الأصلية، لأنه غير قابل للصدإ وسهل للتشكيل تحت درجة حرارة في حدود 400 م. * وكشف مسؤول بالشركة في تصريح ل "الشروق اليومي"، أن الحنفيات الأصلية التي تصنعها الشركة بالجزائر مصنعة من مادة "الليتون" وهي مادة صحية لا تؤثر على الصحة العامة عند استعمالها في الحنفيات أو أي منتج آخر له تماس مباشر مع الأغذية، على عكس مادة "الزماك" التي منعت البلدان الأوروبية وبلدان شمال أمريكا ودول عديدة أخرى استعمالها في صناعة أي منتج له علاقة بالمنتجات الموجهة للاستهلاك البشري، بعدما أكدت الدراسات المخبرية أن زيادة الجرعة من الزنك على مستويات أعلى من 150 _ 450 مليغرام في اليوم يؤدي إلى نقص النحاس وخلل في وظيفة الحديد، وكذا نقص في المناعة وكذلك نقص في ما يعرف ب (high- density lipoproteins (HDL وهو الكولسترول الحميد. * وكشف مصدر "الشروق" أن الشركة لجأت إلى المحاكم الجزائرية لمتابعة الشركات التي تروج للمنتجات المقلدة، ونجحت في كسب جميع القضايا التي رفعت على مستوى المحاكم الجزائرية. * وقامت شركات البناء الصينية التي فازت بصفقات وكالة عدل بتجهيز المساكن التي أنجزتها بحنفيات مستوردة من الصين غير مراقبة مصنعة كلها بهذه المادة الخطيرة.