احتضنت قاعة المحاضرات في المركز الثقافي الإسلامي، الثلاثاء، محاضرة للمناضل والمجاهد، عبد الحميد مهري، أعاد فيها قراءة بيان أول نوفمبر التاريخي الذي كان أساسا لثورة التحرير الكبرى، ولرسم معالم الدولة الجزائرية المستقلة. * وأكد مهري في بداية حديثه على النية الصادقة التي طبعت قلوب الذين سهروا على تحرير البيان، وعلى مساهمتهم جميعا في صياغة فقراته التي جاءت من معين ثقافتهم السياسية القوية، التي اكتسبوها من نضالهم في حزب الشعب، رغم محدودية مستوياتهم الدراسية. وأضاف أنه لا يجزم شخصيا بوجود شخص معين قام بتحرير البيان النهائي، الذي تم توزيعه على المجاهدين، رغم إجماع المؤرخين على شخصية "العيشاوي" الصحفي الذي سلم نسخه الأولى. * وشدد المتحدث على ضرورة إعادة قراءة هذا البيان بطريقة حداثية تتجاوز القراءة التي جاءت بعد الاستقلال مباشرة، لكونها تتضمن رؤية قاصرة فشلت في كثير من المحطات في تحقيق غاية الدولة التي كانت في أذهان الشهداء والمجاهدين، انطلاقا من خيار الاشتراكية إلى غاية خيار التعددية. وقال مهري إن بيان أول نوفمبر التاريخي لا ينبغي أن يظل "حرزا" للتبرك، بل ينبغي أن تعاد قراءته سياسيا، وأن تستخرج معانيه الحقيقية بنظرة شمولية تحافظ على كل مقومات الدولة الجزائرية في ظل الديمقراطية. * في السياق نفسه، ذكر المتحدث أن الجزائر بحاجة إلى إعادة النظر في الكثير من القضايا المصيرية التي أُهملت في فترة ما بعد الاستقلال، ما جعلها تدفع ثمن بعض الأخطاء التي ارتكبت وأدت إلى إعطاء تصور غير واضح المعالم، كانت نتيجته الوقوع في انزلاقات هي في الأغلب تجارب ينبغي الاستفادة منها، وأشار في هذا الإطار إلى قضية الجزائر والمغرب، التي رأى أنها مفتعلة وبعيدة عن نص البيان، حيث كان موضوع وحدة المغرب العربي هو المقوم الثالث الذي ركز عليه البيان. ورفض مهري التعليق على اتهامات الوزير الأول المغربي الأخيرة، وشدد على أهمية تجاوز الخلافات؛ لأنه "لا مستقبل لدول المغرب العربي دون لم الشمل في كتلة موحدة".