صورة من الارشيف ناهز عدد البواخر التي تنتظر التفريغ بميناء العاصمة إلى غاية الجمعة، 40 باخرة من مختلف الأحجام، بسبب تزامن وصولها إلى الميناء مع عطلة العيد، ما تسبب في شلل تام للحركة بالميناء الذي يمثل لوحده 60 بالمائة من حجم حركة التجارة الدولية للجزائر. * وأكد مصدر مسؤول بميناء الجزائر في تصريح "للشروق"، أن الميناء عرف توقفا شبه كليا عن الحركة طيلة الأسبوع المنصرم، تقريبا بسبب عيد الأضحى المبارك، مضيفا أن تأخر تفريغ حمولة البواخر يتحمله صاحب السلعة الذي يضطر إلى دفع مبالغ تصل إلى 20000 دولار عن كل يوم تأخر لأصحاب بعض البواخر تعويضا عن الخسائر المتوقعة نتيجة طول بقائها في عرض المياه قبالة سواحل الجزائر، فيما يفضل أصحاب بعض البواخر إعادة توجيهها إلى موانئ أخرى لتفريغ حمولتها بسبب الفوضى العارمة المسجلة بميناء العاصمة. * وقال المصدر إن السبب الرئيسي لارتفاع مبالغ التأمين على البواخر وأسعار الشحن على البواخر المتوجهة نحو الجزائر يعود بالدرجة الأولى إلى رداءة خدمات الشحن البحري والتفريغ بموانئ الجزائر، خاصة ميناء العاصمة الذي يشهد حركة كبيرة لتمركز أزيد من 60 بالمائة من شركات الاستيراد والمستوردين في مناطق وسط البلاد، متبوعا بمينائي بجاية وسكيكدة. * ويتطلب تفريغ باخرة من الحجم المتوسط 4 أيام عمل بميناء الجزائر العاصمة، مقارنة مع 8 ساعات عمل فقط بميناء مارسيليا، وحوالي 6 ساعات فقط بالنسبة لنفس الحمولة بميناء جبل علي بالإمارات العربية المتحدة ونصف المدة فقط بموانئ سنغافورة التي تعد الأكثر تطورا في العالم على الإطلاق، ما يفسر ارتفاع أسعار المواد المستوردة من الخارج وعدم تراجع أسعارها في السوق الجزائرية، رغم التراجع المحسوس في أسعار المواد الغذائية ومواد البناء وكثير من أسعار المواد الأولية في السوق العالمية. * وارتفع سعر شحن الطن الواحد من السلع من ميناء مارسيليا نحو الجزائر إلى 70 دولارا مقابل 45 إلى 50 دولارا فقط نحو موانئ الضفة الجنوبية للمتوسط التي تبعد نفس المسافة، ويعود الارتفاع نحو الجزائر إلى التخلف الذي تعانيه الموانئ الجزائرية في مجال البنى التحتية ونوعية الخدمات المقدمة في مجال الشحن البحري. * وعادة ما تسارع الشركات المستوردة في الجزائر بتضمين السعر النهائي للمنتوجات المستوردة التكاليف الإضافية الناجمة عن رداءة الخدمة في الموانئ الجزائرية التي لم تتوان بعض نقاباتها في الاعتراض على صفقة منح امتياز تسيير مينائي العاصمة وجنجن لشركة موانئ دبي العالمية التي تتوفر على واحدة من أهم الخبرات في مجال تسيير الموانئ على الصعيد العالمي.