شهد مستشفى "بلفور" بالحراش ليلة الأربعاء الماضي مشادات واشتباكات عنيفة بين أحد المواطنين وأطباء وعمالّ المستشفى بسبب رفض إدارة المستشفى التكفّل بزوجة المواطن الحامل التي كانت تعاني من آلام الولادة، وكادت أن تخلّف ضحايا في صفوف الأطبّاء لولا فرار المتّهم بعد حضور الشرطة في ساعة متأخرة من الليل. * الحادثة وقعت في حدود الساعة الثالثة ونصف صباحا حسب ما أكدّه لنا رئيس المصالح الطبية للمستشفى، حيث تقدّم أحد المواطنين رفقة زوجته الحامل وهي في حالة حرجة بسبب آلام الولادة، قادما من مستشفى عين طاية الذي رفض التكفّل بها لغياب أخصائيات طب النساء قبل أن يفاجئه أطباء"بلفور" برفض استقبالها أيضا بسبب الضغط الكبير داخل المستشفى وعدم وجود أطباء يتكفّلون بها، وأمام إلحاح هذا الأخير وتدهور حالة زوجته وهي في قاعة الإنتظار لمدّة أربع ساعات، وافق الأطباّء على التكفّل بزوجته وأدخلت قاعة الولادة المتواجدة بالطابق الأرضي للمستشفى والموجّهة خصيصا للحالات الإستعجالية. * ولأن زوج المريضة أصيب بهستيريا فقد توجّه إلى مكتب الإستقبال وحمل على كتفيه طاولة المكتب واقتحم قاعة الولادة التي كانت تلد فيها زوجته، موجّها إياها صوب الطبيبة التي كانت تحمل على كتفيها المولود دفعها نحو الخلف وسقطت على ظهرها على حوافي الطاولة، وكاد أن يسبّب كسورا لها على مستوى عمودها الفقري قبل أن يستنجد المراقب العام بالشرطة، واتجّه زوج المريضة بعدها نحو مكتب الإستقبال أين صبّ غضبه هناك محدثا هلعا في صفوف المرضى الذين هربوا من المستشفى خوفا منه، واعتدى على عون المكتب والشرطي المتواجد هناك ثم جلب معه رافعة السيارة "الكريك" وحطّم بها زجاج نوافذ قاعة الإنتظار وبعض الطاولات وباب مصلحة التوجيه والإرشادات. * وحسب شهود عيان فإن المشادات دامت حوالي نصف ساعة ولاذ المتسبب فيها بالفرار بعد تدخّل عشرات من أعوان الشرطة. * يحدث هذا في وقت اشتكى العديد من الأطباء و الموظفون بمستشفى"بلفور" من الاشتباكات والفوضى التي يشهدها المستشفى يوميا نتيجة الضغط الكبير عليه، حيث يستقبل يوميا أزيد من 100حالة من مختلف بلديات العاصمة وأغلبها من الرويبة، عين طاية، الثنية، يسّر، برج منايل بولاية بومرداس في ظل غياّب الأطبّاء الأخصائيون بمستشفى عين طاية. * وما زاد الأمر سوءا نقص أعوان الأمن، حيث يسهر على تأمين المستشفى خلال الليل 3 أعوان حراسة وشرطيين فقط، في وقت طالب فيه الأطباء والممرضين في الكثير من المناسبات دعم المستشفى بأعوان الأمن والشرطة.