قلل الوزير الأول أحمد أويحيى من تأثير استمرار سجن السلطات الفرنسة الدبلوماسي الجزائري محمد زيان حسني على العلاقات الجزائرية الفرنسية، وقال في تصريح مقتضب :"قضية اعتقال الديبلوماسي الجزائري مقلقة ولا تبعث على الارتياح، ولكنها لا ترقى لتشكل أزمة دبلوماسية بين البلدين".وقدر أويحيى على هامش لقائه بممثلي حزبه التجمع الوطني الديمقراطي في غرفتي البرلمان السبت بفندق السفير بالعاصمة،أن ما كتبته الصحف بخصوص هذه المسألة أمر مبالغ فيه. * وفي خطوة غير معهودة في تقاليد التجمع الوطني الديمقراطي، فاجأ نائب ولاية تيارت، بن حليمة بوطويقة، الأمين العام أحمد أويحيى، بتوجيهه انتقادات لاذعة على خلفية تواضع الأداء الحكومي. وقال بوطويقة "ليس هناك من الإنجازات الحكومية التي يمكن تسويقها وشرحها للشعب الجزائري، لذلك فأنا أرفض لعب دور سياسة الترقيع". * وتعرض القيادي بالتجمع الوطني الديمقراطي، الذي يشغل أيضا عضو مكتب المجلس الشعبي الوطني، إلى جملة من المبررات التي دفعته لاتخاذ هذا الموقف، مشيرا في هذا الصدد إلى المشاكل التي يعاني منها الفلاحون مع البنوك، والبيروقراطية الإدارية التي تعرقل وتيرة الاستثمار، والفشل في احترام مواعيد انجاز مشروعي الترامواي وميترو العاصمة، الذي انقضت من عمره سنوات دون أن يرى النور. * وخاطب بوطويقة أمينه العام بلغة المستنكر، "لقد عجزت الحكومة عن الوفاء حتى بوعود بسيطة، كاستبدال الورقة النقدية من صنف 200 دينار، بالرغم من تأكيدها بأن آجال تنفيذ هذا الوعد، كان مضروبا لسنة 2007، لكن هذه السنة انقضت، ولازال الوضع على حاله"، يضيف نائب تيارت، الذي سبق لأويحيى أن أزاحه من عضوية المكتب الوطني للأرندي في آخر دورة للمجلس الوطني، المنعقدة شهر رمضان، في إطار تنصيب الهياكل الجديدة للحزب المنبثقة عن المؤتمر الثالث. * وجاءت هذه "الخرجة " من بن حليمة بوطويقة، ردا على دعوة أحمد أويحيى في لقائه السبت، بفندق السفير، لممثلي حزبه ال 76، في المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، عشية مناقشة الغرفة السفلى لمخطط عمل الحكومة، والذين طالبهم ب "واجب شرح" برنامج الحزب للشعب الجزائري، والعمل من أجل التوعية بالانجازات المحققة ميدانيا، وكذا بإقناع المناضلين بمشروعية تعديل الدستور، وبدعوة الرئيس بوتفليقة للترشح لعهدة رئاسية ثالثة. * وقال أويحيى "ينبغي ألا نستحي من موقف الحزب الذي انخرط في مشروع تعديل الدستور، كما أنه من الطبيعي ألا نخجل بموقفنا المساند لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لأننا كنا من بين الأوائل الذين دعوه إلى الترشح، إيمانا منا بجدوى هذا الموقف وانعكاساته الايجابية على المصلحة العليا للبلاد". * أويحيى نفى أن يكون الغرض من تنظيم هذا اللقاء عشية مناقشة مخطط عمل الحكومة، هو توجيه منتخبيه للوقوف إلى جانب الحكومة، مبررا ما قاله، بكون من يخاطبهم "نخبة الجزائر، وهم قادرون على التمييز بين الأمور دونما حاجة إلى توجيه"، مشددا على ضرورة توزيع التدخلات يوم المناقشة ربحا للوقت، كما قال.