تقول إسرائيل إن المقاومين الفلسطينيين قد أقاموا شبكة إنفاق تحت المدن الفلسطينية بقطاع غزة تصل بين أطراف متباعدة وتشكل نقاط خطر حقيقي على تقدم الجيش الإسرائيلي في محاولته اجتياح غزة..وقد أظهر التليفزيون الإسرائيلي بالأمس مناورات يقوم بها الجيش الإسرائيلي على حرب الأنفاق يستخدم فيها الرجل الآلي، وتقول القيادة الإسرائيلية أن هذه الحرب ستكون حاسمة تملي على حماس والقوى الفلسطينية شروط إسرائيل في التهدئة. * إنها بلا شك ستكون حاسمة بين إرادتين..إرادة كسر الحصار وإلزام إسرائيل بالتوقف عن عدوانها المستمر ضد المدنيين في القطاع والضفة وفتح المعابر، كما صرحت بذلك حماس، وإرادة كسر المقاومة وإلحاق هزيمة فادحة بها تجبرها على التسليم بسياسة الأمر الواقع التي يخضع لها سياسيو الإقليم..وما المناورات الإسرائيلية المسلحة التي تستخدم فيها القوات الإسرائيلية الرصاص الحي ضد الفلسطينيين إلا رسائل تذكير وتحذير لكي تعود قوى المقاومة إلى التهدئة ولكن دونما أي التزام من قبل إسرائيل. * هناك احتمال خطير ينتظر الساسة الإسرائيليين يتمثل بإيقاع خسائر معتبرة في الجانب العسكري الإسرائيلي..فماذا لو تم تدمير عشرة دبابات (ميركافاة) وماذا لو نجح المقاومون في إسقاط طائرة اباتشي؟ ماذا لو قتل وجرح عشرات الجنود الإسرائيليين وألقيت مئات القذائف على المستوطنات الصهيونية المحادية..؟ ماذا لو حصل ذلك؟ هل تحتمل إسرائيل حجم هذه الخسارة في معركة مع قوة محدودة ليس لها غطاء جوي ولا مدد استراتيجي محاصرة ولا دعم إقليمي لها؟ * ثم هناك احتمال آخر لا يقل خطورة..ماذا لو تم استشهاد عدة مئات من المواطنين الفلسطينيين بطريقة مأساوية وتم تدمير مئات المنازل وإلقاء آلاف الصواريخ والقذائف على رؤوسهم وأعلنت المستشفيات عن عدم قدرتها استيعاب الجرحى وان عديدا من القادة قد استشهدوا وهم في ساحات المعركة.. هل تحتمل المنطقة مثل هذه المجزرة؟ ماذا سيحدث في مدن الضفة الغربية؟ سينقلب الوضع كله وسيسقط خيار التسوية تماما وسيجد أصحاب خيار التسوية أنفسهم في حرج كبير إما أن ينحازوا إلى شعبهم أو أن يرحلوا ويستقيلوا ويفروا إلى حيث الآمان..فيما سيكون الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية قد حدد خياره وموقفه بعلانية واضحة، انه ليس متفرجا على ما يحصل في غزة وستنتقل المواجهات إلى هناك وهذا معامل تكون إسرائيل قد وضعت له ألف حساب. * إن العقل والمنطق لا يشيران إلى اجتياح اسرائيل لغزة ولكن متى كان الاستعمار يستخدم العقل، إن الاستعمار حيوان بليد..وانه يبحث عن نهاياته بيديه..لكي يقضي الله أمرا مفعولا. * أما أهل غزة فإن حسبهم الله وهو نعم المولى ونعم الوكيل، فلا أخ يغيث ولا ناصر ينصر والكل يراقب المشهد وللأسف البعض يشارك في الحصار والجريمة..ولكن الله لن يترك المظلومين المرابطين الرافضين للدنية.