قائد القوة الامريكية المكلفة بافريقيا اتفق وزراء دفاع كل من الجزائر وتونس ومصر وليبيا وجبهة البوليزاريو، على إنشاء قوة حفظ سلام شمال إفريقية قوامها 12 ألف جندي، تخول لها مسؤولية حفظ النزاعات في المنطقة، تشارك فيها الجزائر بأعداد بعناصر من القوات البرية، وهي النتيجة التي انتهى إليها الاجتماع الذي احتضنته العاصمة الليبية طرابلس أمس. * وحضر هذا الاجتماع، الذي يعتبر الثاني من نوعه، لوزراء دفاع الدول الخمس الشمال إفريقية، مفوضية السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، فيما غابت المملكة المغربية عن هذا اجتماع، في قرار يخفي رفضها حضور جبهة البوليزاريو، التي حضرت بصفتها عضو كامل الحقوق. * وناقش المجتمعون مشاريع بشأن اللائحة التنظيمية للجنة رؤساء الأركان، والاتفاقية النموذجية لاستضافة مقر قيادة الإقليم، والنظام الأساسي لقوة حفظ السلام، ونظام صندوق تمويلها، وخطة التدريب الإقليمية، واللائحة التنظيمية لعنصر التخطيط المعدل، وهيكل وقواعد القاعدة الإدارية، واللائحة التنظيمية للأمانة التنفيذية، والميزانية التقديرية للعام 2009. * وقال مراسل القناة الفضائية القطرية "الجزيرة"، من ليبيا، إن الجزائر ستتكفل بمهمة تدريب هذه القوات على أراضيها، اقتناعا من الدول الخمس، بالخبرة التي اكتسبها الجيش الجزائري لأكثر من عقد من الزمن في محاربة آفة الإرهاب، وما يمكن أن تقدمه من قيمة مضافة لهذه القوات، التي تبقى على أهبة دائمة لمواجهة أي انهيار أمني في المنطقة. * واعتبر رئيس وفد مفوضية السلم والأمن بالإتحاد الإفريقي، أن هذا الاجتماع يشكل خطوة نوعية حاسمة على طريق إستكمال منظومة السلم والأمن في القارة، وذلك من خلال "تأكيد التزام أكبر ودعم أقوى من قبل دولنا في إقليم الشمال، لما لهذه المنطقة من طاقات وكفاءات وخبرات، وتاريخ حافل في الاضطلاع بدور قيادي في المشاركة في دعم القضايا الإفريقية المعاصرة"، خاصة وأن المفوضية "تنظر إلى إقليم الشمال باعتباره القاطرة التي يجب أن تدفع عربة تطور قيام القوة الإفريقية الجاهزة"، داعيا بالمناسبة إلى "التركيز على تفعيل كامل العناصر المنصوص عليها في الاتفاق المؤسس لمجلس السلم والأمن، حتى يمكن من تفعيل القوة الإفريقية الجاهزة في الموعد المحدد". * ويقرأ المتتبعون في قرار إنشاء قوة حفظ سلام شمال إفريقية، رد ضمني من دول المنطقة، مؤداه رفض مبادرة قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية القاضية بإنشاء مقر القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا المعروفة اختصارا ب "أفريكوم" بشمال القارة، بالرغم من المحاولات المتكررة لواشنطن الرامية إلى فرض احتضان إحدى دول المغرب العربي لهذه القاعدة، المشكوك في أهدافها، ما دفع بالإدارة الأمريكية، إلى نقلها من مقرها المؤقت بالقرب من مدينة شتوتغارت، جنوب غربي ألمانيا، إلى جنوب إيطاليا، نظرا لقربها من منطقة المغرب العربي وشمال إفريقيا، ما يعني برأي المتابعين للشؤون الاستراتيجية، أن جنوب إيطاليا سيكون المقر النهائي ل"أفريكوم"، فيما شرعت واشنطن في البحث عن بديل لا يلقى المعارضة من دول المنطقة، بحيث ينتظر أن تعمد إلى توسيع أشكال التنسيق الاستخباراتي والأمني مع دول شمال إفريقيا.