رئيس لجنة القدس غاب قمتين مخصصتين لغزة * رغم كونه رئيسا للجنة القدس العالمية، الا ان الملك المغربي محمد السادس، فضل الغياب عن قمة الكويت المخصصة في جزء كبير منها لمناقشة العدوان على غزة، لكنه استعاض على هذا الغياب برسالة بعث بها الى القادة العرب ووزعت على الصحفيين يحدد فيها مواقف المغرب وخياراته من الاقتصاد العربي ومن القضية الفلسطينية، لكن الغريب في رسالة الملك والتي أدهشت الكثير من المراقبين الذين لم يتصورا الدرجة التي وصلتها عقدة المخزن المغربي من الجزائر، حيث أسهب الملك في الحديث عن المناخ الاقتصادي العربي الذي تسيطر عليه الكثير من الخلافات والنزاعات والمغرق في القطرية والمحلية البعيدة عن التكتلات الجهوية، وبقدر ما أبدى الملك المغربي إعجابه بتجربة مجلس التعاون الخليجي بقدر ما أبدى سخطه على تعثر مسار المغرب العربي، وهنا استل محمد السادس سيف كعادته في الخطابات الرسمية ضد الجزائر، حيث قال ان هناك عوائق مفتعلة بلغت حد التمادي في الإغلاق الذي وصفه الملك باللامعقول للحدود الجزائرية المغربية من طرف واحد. وراح الملك من جديد يطالب الجزائر بفتح الحدود بين البلدين، زاعما انه ليس للمغرب اية مصلحة ضيقة او منفعة أحادية الجانب، مؤكدا انه ينطلق من الحرص على بناء الاتحاد المغاربي. * وقد أثارت رسالة الملك المغربي الكثير من الاستغراب، كونها اقحمت موضوع الحدود الجزائرية المغربية في قمة مخصصة لدراسة الاقتصاد العربي والقضية الفلسطينية، على الرغم من قضية الحدود هي شأن جزائري مغربي ليس فيه لباقي الدول شيء، لأنه يتعلق بسيادة كل بلد على ترابه وحدوده، وكان الملك يحاول ان يشكوا الجزائر الى القادة العرب من خلال تحميلها مسؤولية ترهل وعرقلة اتحاد المغرب العربي، بل ويبرئ نفسه وبلده من أية مسؤولية دفعت الى الجزائر سنة 94 الى غلق الحدود، وهو يسعى من جهة الى تحميل الجزائر ظلما مسؤولية تجميد هياكل الاتحاد الذي أصر الملك ان يقارنه بمجلس التعاون الخليجي الذي قطع أشواطا كبيرة نحو الاندماج. * لكن حيلة الملك انقلبت عليه، لأن كل من حضر القمة تساءل عن سر غياب محمد السادس، وهو رئيس لجنة القدس العالمية عن قمة مخصصة أساسا لمناقشة العدوان على غزة، خاصة وان الشارع المغربي كان من أكثر الشوارع غضبا وتضامنا مع غزة، لكن الملك قرر مقاطعة قمتي الدوحة والكويت دون تقديم مبررات مقنعة عن تخلفه هذا لنصرة القضية الفلسطينية، فلا هو من جبهة الرفض التي اجتمعت بالدوحة، ولا هو من جبهة الاعتدال كما تسمى التي التقت بالكويت، وبينما الجميع مهتم في قمة الكويت بقضية غزة وطرق تنمية الاقتصاد العربي أطل "أمير المؤمنين" ليفتح قوسا ما كان له أن يفتح خارج إطاره الأساسي، في خطوة فهمها البعض على انها تحريض للقادة العرب ضد الجزائر من خلال اتهامها بتعطيل مسار الاتحاد المغاربي بما وصفه بالعوائق المفتعلة وما سماه بالتمادي اللامعقول في اغلاق الحدود، وهو بذلك يعقد من جديد الخلافات الثنائية التي تبقى رهينة حسابات المخزن غير المتزنة وغير المتوازنة والتي لا تراعي حتى حق الشعوب في تقرير مصيرها.