في خرجة تعتبر الثانية من نوعها، دعا زعيم ما يعرف بتنظيم " قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي"، عبد المالك درودكال، المكنى ب "أبو مصعب عبد الودود"، إلى ضرب من وصفهم، اليهود والمسيحيين، وكل المصالح الغربية في منطقة شمال إفريقيا. في بيان نقله موقع التنظيم الإرهابي على الأنترنيت، بث أمس الإثنين، ونسب لفرع "القاعدة" في منطقة المغرب العربي، دعا تنظيم درودكال، شعوب المنطقة إلى "الضغط على الحكومات بهدف حملها على قطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية، مع الدولة العبرية"، في إشارة إلى كل من المملكة المغربية، التي تتوفر على ممثلية دبلوماسية تابعة لإسرائيل، وكذا جمهورية موريتانيا، التي تعتبر الوحيدة، التي تملك تمثيلا دبلوماسيا على مستوى السفارات. وقال بيان "القاعدة"، إن الهجوم الذي استهدف سفارة تل أبيب بنواقشوط، إنما "جاء انتقاما من اليهود على حصارهم لقطاع غزة، وتضامنا مع الفلسطينيين القاطنين بقطاع غزة، الذين يعيشون على وقع حصار ظالم وغير مبرر، رافقه سكوت غريب من قبل الدول الغربية، وتواطؤ حقير من قبل حكومات الدول العربية والإسلامية"، حسب ما جاء في البيان دائما. ويعتبر هذا البيان المنسوب لزعيم تنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي"، المدعو أبو مصعب عبد الودود، الثاني من نوعه، الصادر عن قيادي في هذا التنظيم الإرهابي، والذي يدعو إلى مهاجمة الرعايا والمصالح الغربية في منطقة المغرب العربي وشمال غرب القارة الإفريقية، بعد البيان الأول، الصادر في 20 سبتمبر 2007، المنسوب للساعد الأيمن لزعيم "القاعدة"، أسامة بن لادن، والرجل الثاني في التنظيم، أيمن الظواهري، الذي دعا إلى ضرب المصالح الغربية في المنطقة، حيث وبعد صدور هذا البيان بيوم واحد فقط، 21 سبتمبر 2007، قام انتحاري ضمن صفوف "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بتفجير نفسه في موكب محروس لعمال شركة "رزال" الفرنسية، الناشطة في قطاع الأشغال العمومية، بمنطقة الأخضرية بولاية البويرة، انتهى بإصابة عدد من العمال، من بينهم رعيتان فرنسيان وإيطالي واحد. ومنذ ذلك التاريخ، لم يتعرض عمال أية مؤسسة غربية لاعتداءات "القاعدة"، غير أن ذلك كان سببا في ترحيل عديد من هذه المؤسسات لعائلات موظفيها، باتجاه بلدانهم الأصلية، وفي مقدمتهم شركة "ميشلان" لصناعة العجلات المطاطية، و"رونو" لصناعة السيارات الفرنسيتين، بالرغم من التطمينات التي قدمها السفير الفرنسي بالجزائر، برنار باجولي، إضافة إلى شركات من جنسيات أخرى، بينها بريتيش بتروليوم البريطانية، لدواع أمنية. محمد مسلم