بدأت طبول الحرب تقرع في أجواء منطقة الخليج العربي وزادت حدتها في الأيام الأخيرة بعدما تطورت لغة التهديد من التصريحات المتلاحقة للمسؤولين الإيرانيين من جهة والأمريكيين من جهة ثانية وانتقلت إلى مرحلة المناورات العسكرية بما يوحي أن المواجهة لم تعد إلا مسألة وقت فقط. ومزجت السلطات الإيرانية أمس تهديدات مسؤوليها السامين العسكريين والسياسيين على السواء بمناورات عسكرية شرعت في تنفيذها أمس قوات الحرس الثوري في منطقة الخليج أكدت بأنها جاءت بهدف "تحسين الجاهزية والقدرات القتالية". وذكرت مصادر إعلامية أن المناورات العسكرية التي أطلق عليها اسم "اعظم 3 " تجريها وحدات الصواريخ التابعة للقوات البحرية والجوية بفرق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني. وتعد هذه المناورات بمثابة رد ايراني سريع على إعلان البحرية الأمريكية عزمها اجراء مناورات عسكرية في منطقة الخليج العربي في الأيام المقبلة بهدف "التدريب على أساليب وإجراءات حماية البنية التحتية البحرية مثل منشآت النفط والغاز". وليس من الصدفة أن تقرر الولاياتالمتحدة إجراء مثل هذه المناورات في الخليج العربي في وقت هددت فيه طهران بغلق مضيق هرمز الذي تعبره حوالي 40 بالمائة من إمدادات النفط يوميا إذا تعرضت إلى أي هجوم مما يوحي قرب حدوث مواجهة مسلحة في منطقة أثقل كاهلها الأزمات والصراعات المتلاحقة. واشتدت لهجة التهديد والوعيد بين إيرانوالولاياتالمتحدة من جهة وبين إيران وإسرائيل من جهة أخرى مما يبقي باب المواجهة مفتوحا على أكثر من جبهة. فقد هددت طهران أمس "بإحراق" تل أبيب والأسطول العسكري الأمريكي في الخليج في حال تعرضت منشآتها النووية لاي هجوم عسكري أياما بعد إعلان واشنطن بأن الخيار العسكري لا يزال مطروحا للتعامل مع الملف النووي الايراني. وقال حجة الإسلام علي شيرازي ممثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي في القوات البحرية للحرس الثوري الإسلامي من أن "النظام الصهيوني يضغط حاليا على قادة البيت الأبيض لتحضير هجوم على إيران وإذا ارتكبوا حماقة كهذه سيكون رد إيران الأول إحراق تل أبيب والأسطول الأمريكي في الخليج ". وتأتي تهديدات علي شيرازي في سياق سلسلة التصريحات المتلاحقة للمسؤولين الإيرانيين والتي حملت معها تهديدات قوية بأن رد إيران على أي ضربة نووية محتملة ضد منشآتها النووية سيكون فتاكا ومدمرا بالنسبة للعدو. وكان قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري هدد بداية الأسبوع "الأعداء بضربات قاضية" في الخليج وقال انه في حال نفذ هجوم على إيران فإن "تكتيكات الحرب الخاطفة لسفن الحرس الثوري لن تترك أي فرصة للأعداء". وجاء هذا التهديد في نفس اليوم الذي حذر فيه رئيس أركان الجيش الإيراني من أن بلاده قد تغلق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمر عبره حوالي 40 من النفط العالمي إذا تعرضت مصالحها للخطر. ليس ذلك فقط فطهران تصر على مواصلة قطار أنشطتها النووية إلى غاية محطته الأخيرة بالرغم من التهديدات الغربية بفرض المزيد من العقوبات الدولية ضدها وتلويح الولاياتالمتحدة وإسرائيل اللجوء إلى استخدام القوة لإرغامها على التخلي عنه. ودون أي اكتراث لتلك التهديدات رفض الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد مسبقا في رسالة إلى صحيفة يابانية نشرت أمس أي دعوة "غير شرعية" إلى تعليق تخصيب اليورانيوم قد يطلقها قادة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى المجتمعين في مدينة طوياكو اليابانية. وقال الرئيس احمدي نجاد أن قادة مجموعة الثماني "ربما يتصورون أنهم يستطيعون المحافظة على النظام القائم والتخلص من مشاكلهم بدون الاهتمام باحتياجات وكرامة الآخرين". وأضاف "لكن موقفا كهذا ترجم بفشل متكرر كما لو أنهم يسيرون بخطى متسارعة إلى حافة الهاوية" ودعا قادة الدول الثماني الكبار إلى قبول التغيير وتصحيح موقفهم. والواضح أن المواقف الإيرانية من مسالة تعليق برنامجها النووي لخصت الرد الذي قدمته هذا الأسبوع إلى مجموعة الخمسة زائد واحد حول عرض هذه الأخيرة الذي تضمن محفزات اقتصادية معتبرة لطهران مقابل تخليها عن برنامجها النووي. وهو الأمر الذي أكده المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إريك شوفالي الذي قال أن موقف إيران لا يوحي بأنها مستعدة لتعليق أنشطتها النووية الحساسة كما تطالبها بذلك الدول الغربية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية.