أجمعت الصحف الفرنسية الصادرة عقب اعلان بوتفليقة ترشحه، على أن ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة ثالثة، كان نتيجة حتمية لعملية تعديل الدستور في 12 نوفمبر المنصرم، واعتبرت الترشح إعلانا مسبقا عن فوزه في سباق أفريل المقبل، بسبب مقاطعة الوجوه السياسية البارزة لهذا الموعد، على خلفية ما وصف ب "الغلق" الحاصل للساحة السياسية. * وجاء تحليل يومية "لوموند" الفرنسية الأكثر عمقا وإحاطة بالمشهد السياسي، والاستحقاق الرئاسي على وجه التحديد، ورأت فلورونس بوجي، المختصة في الشؤون الجزائرية ومحررة الشؤون الدولية ب"لوموند"، أن لا أحد من الوجوه السياسية التي أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية، قادرة على الوقوف في طريق الرئيس بوتفليقة وحرمانه من الفوز بعهدة ثالثة، بسبب مقاطعة "ذوي الأحجام الكبيرة"، لخوض السباق رفضا منهم للعب دور الأرانب، مثلما حصل في رئاسيات 2004، وإن كان بدرجة أقل. * وذكرت بوجي في تسجيل صوتي على موقع الجريدة الفرنسية الأولى، على الأنترنيت، أن الشخصيات المعارضة البارزة، فضلت هذه المرة خيار المقاطعة، لاعتقادها (الشخصيات) بأن الأمور "محسومة مسبقا لصالح مرشح العهدة الثالثة"، في ظل المعطيات الراهنة، الأمر الذي سوف لن "يخدم" في نهاية المطاف برأي المتابعة للشأن السياسي في الجزائر، سوى التيار الإسلامي، الذي أعلن أكثر من مرة على لسان أحد ابرز رموزه (أبو جرة سلطاني) أنه غير جاهز لتولي منصب القاضي الأول في البلاد، قبل عام 2014. * أسبوعية "لكسبراس" ركبت بدورها ذات التحليل، وتحت عنوان "عهدة ثالثة لبوتفليقة" كتبت: "حتى وإن تأخر إعلان الرئيس بوتفليقة ترشحه لرئاسيات التاسع افريل المقبل، إلا أن الجميع كان متأكدا من ترشحه منذ أن أقدم على تعديل الدستور في 12 نوفمبر المنصرم، بما يتيح له الترشح لعهدة ثالثة". * وسجلت الأسبوعية "تخوف المسؤولين الجزائريين من أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات قياسية من حيث الضعف"، وهو ما دفع -تضيف لكسبريس- وزير الداخلية يزيد زرهوني، إلى تجنيد آلاف البطالين من حاملي الشهادات الجامعية، للقيام بحملة تحسيس جوارية، لإقناع المواطنين بالذهاب إلى صناديق الاقتراع يوم التاسع أفريل المقبل. * من جهتها تطرقت يومية "واست فرانس" لترشح بوتفليقة وعنونت مقالها: "الترشح لاستكمال مشروع المصالحة"، وذهبت في مقالها إلى أن ترشح بوتفليقة معناه أنه "حصل توافق في أعلى مستويات هرم السلطة"، وأشارت "واست فرانس" بالمناسبة إلى أن المشكلة التي لازالت تشكل حرجا للنظام السياسي في الجزائر، تتمثل في حالة الطوارئ. * وفي السياق ذاته، نشرت أسبوعية "نوفال أوبسيرفاتور"، التي يملكها الصحفي الجزائري المولد، جون دانيال بن سعيد، موضوعا مطولا تعرضت فيه بالتفصيل إلى الرئاسيات المقبلة، وأبرزت من خلاله مقاطعة "الشخصيات السياسية المعارضة"، واعتبرت هذا المعطى "انتقاصا من مصداقية هذه الانتخابات"، كما تطرقت إلى الرئاسيات التي شارك فيها الرئيس بوتفليقة منذ 1999 وحادثة انسحاب المرشحين الستة، وكذا السيرة الذاتية لمرشح العهدة الثالثة، فيما اكتفت يومية "لوفيغارو" المقربة من اليمين الفرنسي الحاكم، بالتأكيد على الحظوظ القوية لبوتفليقة، بسبب "الآلة الانتخابية الكبيرة"، التي توفرها له أحزاب التحالف الرئاسي.