نجح الثنائي عبد الحميد حداج ومدربه المفضل مصطفى هدان في التمهيد لإقصاء منتخب المحليين من الوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا للمحليين بعد أن فرض المنتخب المغربي منطقه وعاد بتعادل ايجابي هدف لمثله سيعبد له الطريق إلى كوت ديفوار مطلع العام القادم. ويبدو أن رئيس الفاف لا يعرف من المدربين الجزائريين والعالميين إلا ابنه المدلل مصطفى هدان الذي تمكن في وقت وجيز من تدريب كل المنتخبات الوطنية. حداج لا يعرف إلا هدان فحداج جلب هدان إلى المنتخب الوطني "أ" رفقة الكارثة كفالي ليشكلا ثنائيا أبكى الجزائريين وحرمهم من الوصول إلى كأس إفريقيا بغانا. ورغم أن المدرب الفرنسي أنهيت مهامه، إلا أن مسؤولي الفاف فضلوا إبقاء هدان وتسليمه مقاليد منتخب الأواسط في محاولة لتبييض صورته أمام الرأي العام، لكن الكارثة حلت مرة أخرى وقاد هدان أواسط الخضر إلى الإقصاء أمام منتخب موريتاني سيتغنى بهذا التأهل مطولا، لأنه حقق انجازا تاريخيا لم يسبق لأي منتخب أو فريق موريتاني أن حققه. ...وفضل إقصاء المحليين ولأن حداج وكما قلنا لا يعرف إلا المدرب هدان، فضل تسليمه مقاليد منتخبين في وقت واحد، فبعد أن كلفه بتشكيل منتخب أواسط فشل في التفوق على موريتانيا، منحه حرية تشكيل منتخب المحليين ومنحه أسبوعا واحدا لتحضير التشكيلة وهو الأمر الذي كان من المفروض أن يرفضه هذا المدرب الذي يدفع باسمه إلى الاحتراق بتسجيله لهذه النكسات. والنتيجة كانت واضحة، حيث شاهدنا منتخبا محليا مشكلا من لاعبين موهوبين تاهوا في المستطيل الأخضر أمام منتخب مغربي ضيع فوزا كبيرا بالنظر إلى الضعف التكتيكي وغياب الانسجام بين لاعبي الخضر. وبالنظر إلى سياسة حداج الذي فضل سياسة "البريكولاج" على العمل الجدي فإنه يكون قد فضل عدم التأهل إلى كأس إفريقيا للمحليين والدليل تماطل الفاف في تشكيل طاقم فني رغم أن اغلب المنتخبات الإفريقية بدأت تحضيراتها منذ مدة طويلة. بأي حق اختير هدان لمهمتين في وقت واحد وما يزيد في التساؤل إن كانت الفاف جدية في تشكيل منتخب المحليين هو الاعتماد على مدرب واحد للأواسط والمحليين، فهدان اضطر الاثنين الماضي إلى مغادرة تربص المحليين والالتحاق بتربص الأواسط والأكثر من ذلك عدم حضور المباراة الودية أمام القليعة. الجزائر هي من اقترحت الفكرة وأول المقصيين وتبدو المفارقة عجيبة هذه المرة فيما يخص كأس إفريقيا للمحليين، فالجزائر هي أول من اقترح فكرة لعب كأس إفريقيا للمحليين ومن أرضها أعلن عيسى حياتو على بعث أول دورة خلال الألعاب الإفريقية الأخيرة بالجزائر، ستجد نفسها وبنسبة كبيرة خارج الإطار لما تلعب مباراة الإياب أمام المغاربة في ال17 ماي الجاري بمدينة الجديدة. وسيضطر حداج لإيجاد تبريرات جديدة بعد تبريراته غير المقنعة اثر إقصاء المنتخب "أ" من الوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا بغانا ومهزلة ما حدث للخضر في التربص الأخير للخضر وإقصاء منتخب الأواسط. وتبدو مهمة حداج صعبة هذه المرة في إقناع الرأي العام، لأنه قادر وبسهولة على إقناع أعضاء مكتبه التنفيذي المتعودون على رفع أيديهم بالمصادقة على أمور دون الاطلاع عليها. حتى سعدان له نصيب من المسؤولية ولا يتحمل هدان وحده المسؤولية، فحتى رابح سعدان لعب دورا سلبيا في تشكيل المنتخب الوطني للمحليين، فالكل يذكر بأنه كان قد قبل مهمة الإشراف على المحليين في بادئ الأمر، لكنه قرر التراجع في آخر لحظة، لأنه أدرك ربما أن مصيره الفشل ليدفع برأس حداج إلى المقصلة، فلا هو اختار ماجر ولا هو وجد مدربا آخر ولا هو نجح في اختياره لهدان. ماجر كان محقا النتيجة السلبية التي سجلها منتخب المحليين تعيد للأذهان قرار رابح ماجر الذي رفض الإشراف عليه بعد أن أكد انه لم يجد الجدية الكافية التي تسمح له بالنجاح. وينتظر أن يدفع الإقصاء إن حدث أمام المنتخب المغربي إلى تغيير أمور كثيرة في الفاف وقد يدفع بعض المسؤولين للانسحاب في صمت، لأن الشارع الكروي الجزائري في حالة غليان، فبعد نكسات الفرق الجزائرية التي ودعت المنافسات الإفريقية جاء دور المنتخبات الوطنية ونأمل أن تصل العدوى المنتخب الوطني "أ" الذي يشرف على دخول التصفيات المؤهلة لكأسي إفريقيا والعالم 2010. عريضة تطالب بتنحية حداج من الفاف شرع عدد من أنصار المنتخب الوطني في تحرير عريضة تطالب بتنحية رئيس اتحادية كرة القدم عبد الحميد حداج على خلفية الأزمات التي تعرفها الكرة الجزائرية في الآونة الأخيرة، وكذلك النكسات المتتالية للمنتخبات الوطنية. وكانت الغصة قد بلغت الحناجر عقب إقصاء منتخب الأواسط، ثم التعادل المخيب للمنتخب المحلي، وهو ما دفع بالغيورين على مصير الخضر من الالتفاف عبر مواقع الكترونية ورسائل تلقتها الشروق، تشير إلى تحرير عريضة تطالب بتنحية الاتحادية الحالية المشرفة وعلى قطاع الكرة. للإشارة فإن حداج عاش يوما عصيبا في بولوغين أثناء مباراة منتخب الأواسط مع نظيره الموريتاني، حيث كاله عدد من الأنصار الشتائم في حضور ابنه، ووصلت الأمور إلى حد التشابك.