جزء من السلع المسترجعة أودع قاضي التحقيق بمحكمة الشراڤة غرب العاصمة أمس، 5 عناصر شبكة إجرامية مختصة في النصب والاحتيال، تكوين جماعة أشرار، تزوير محررات إدارية ومصرفية. * * أكثر من 21 ضحية وسط تجار التجهيزات الإلكترونية والكهرومنزلية * وذلك على خلفية التحقيق الذي قامت فرقة الشرطة القضائية بأمن دائرة الشراڤة ، والذي أسفر عن تفكيك الشبكة التي كانت تستخدم شيكات مسروقة وسندات طلب مزورة ، باسم شركات وهمية عربية وأجنبية وتجنيد سائقي سيارات "كلاندستان" مقابل مبالغ مغرية لنقل البضاعة، وكشفت التحقيقات الأولية عن وجود ما لايقل عن 21 ضحية جميعهم تجار من مختلف ولايات الوطن أغلبهم مختصون في المتاجرة بالأجهزة الإلكترونية والكهرومنزلية. * عرض، أمس، رئيس فرقة الشرطة القضائية بأمن دائرة الشراڤة وقائع هذه القضية في لقاء صحفي نشطه بمقر الأمن، وقال إن مصالحه فتحت تحقيقا معمقا بعد ورود معلومات حول تعرض سيدة تاجرة بالشراڤة للنصب والاحتيال من طرف شخصين قاما بأخذ سلعة منها تتمثل في 5 أجهزة كمبيوتر محمولة، وسبق تسجيل ضحية أخرى ببئر خادم تعرض للنصب بنفس الطريقة من طرف ممثلي شركة وهمية قدموا شيكا ونسخة من مقابل الحصول على السلعة التي تتمثل أساسا في أجهزة كهرومنزلية وإلكترونية، وأضاف الضابط وهو يشرح رفقة المحققين أساليب نشاط هذه الشبكة الإجرامية، أن المحتالين كانوا يطلبون من سائقي سيارات "كلاندستان" جلب السلعة من المحلات التجارية مقابل إيداع ظرف يحوي شيكا موقعا بقيمة المستحقات المتفق عليها سابقا مرفوقا بطلبية مزورة تم نسخها، وقال إنه كان يتم استخدام شيكات ضيعها أصحابها أو أخرى تمت سرقتها كما وقع لأحد الضحايا الذي تعرض لسرقة سيارته التي كانت توجد بها وثائقه منها دفتر شيكات تم استخدامه في إحدى عمليات هذه الشبكة، وكان يتم إيداع الشيكات يوم السبت باعتباره يوم عطلة البنوك حتى يتجنب هؤلاء افتضاح أمرهم . * وكان هؤلاء قد استهدفوا تجار الأجهزة الكهرومنزلية والإلكترونية، قطع غيار السيارات، وكذلك السميد حيث تم اقتناء 100 كيس من وزن 50كغ بهذه الطريقة. * * بعض الصفقات تم إبرامها هاتفيا وعبر الفاكس مقابل ملايين الدينارات * وكان اثنان من عناصر الشبكة وهما المدعوان (ب.ف) 54 عاما ، و(ح.م) 42 عاما يقومان بالاتصال بالشركات والمحلات التجارية حيث يرتديا بدلا أنيقة وإيهام المتعاملين أنهما مندوبا شركات عربية وأجنبية في الجزائر، تبين في الأصل أنها وهمية، وتم عقد بعض الصفقات هاتفيا فقط بإرسال نسخ من الشيكات والفاتورة عبر جهاز الفاكس، حيث كان المحتالون يرصدون أرقام هواتف هذه المحلات في عدة مناطق من الوطن وتتم مكالمتهم ويقومون بعدها بإيفاد "كلانديستان" دون علمهم الى المكان المحدد لجلب السلع مقابل مبالغ مالية مغرية، وبعد إبلاغهم من طرف مصالح الأمن، قام أحدهم بالإبلاغ عن تواجد اثنين منهم حيث تم ضبطهما متلبسين وقام أحدهما بتمزيق وإتلاف شيك وسند طلب كان بحوزته. * ودل الموقوفان أثناء التحقيق عن شركائهما ليتم تفكيك الشبكة التي يتزعمها المدعو ( ب.أ) البالغ من العمر 62 عاما، مسبوق في قضايا إجرام وكان محل أمرين بالقبض لتورطه في قضايا إصدار شيكات بدون رصيد ويعرف ب"الذيب الأبيض" نظرا لمكره وإفلاته من قبضة الأمن إضافة الى مساعده المدعو "م.ح" البالغ من العمر 47 عاما وهو بطال، فيما يوجد 5 آخرين في حالة فرار بعد تحديد هوياتهم، وأسفرت عملية تفتيش مساكن الموقوفين بواد قريش، حسين داي، الشراڤة، عن حجز شيكات ودفاتر شيكات مسروقة وسندات طلبات مزورة مما يعني التخطيط لعمليات أخرى، واللافت في أن عناصر هذه العصابة الإجرامية المحترفة كهول تعرفوا على بعضهم في السجن وتتجاوز أعمارهم الأربعين عاما بعد أن كانت تشير تقارير أمنية، أن الفئة العمرية للمتورطين في مختلف قضايا الإجرام هم شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما. * وتم استرجاع بعض السلع المسروقة في عمليات النصب والإحتيال، عاينت "الشروق اليومي" عينة منها وعلق أحد المحققين "لو أحضرنا كل السلع وفتحنا العلب لتحول مقر الأمن الى مخزن وخارجه" نظرا للعدد الهائل للتجهيزات. *