كشف موالون من المنيعة أن الجمال تحولت الى شرب ماء مصب قنوات الصرف الصحي، الواقع جنوب بلدية حاسي القارة، بعد أن نفدت مياه الآبار التي كانت تشرب منها هذه الحيوانات. وقال موالون من متليلي بأن الإبل المحلية تشرب منذ عدة أسابيع مياه الصرف الصحي ببلدية للماية بولاية الأغواط، بعد ان افتقدت الماء النقي الذي بات سلعة نادرة في الصحراء هذه الأيام، وتوقع مربو مواشي وإبل صيفا صعبا هذه السنة تحت ضغط النقص الفادح للماء، الذي نجم عن جفاف مزمن ضرب الجهة وتفاقم هذه السنة التي لم تشهد هطول الأمطار في إقليم ولاية غرداية، وأكد ممثل مربي الإبل بغرداية قصيرة محمد في حديثه عن المربين من متليلي، التي تعد الأهم من حيث عدد الجمال عبر ولاية غرداية، إن الجمال في بلديات العطف، متليلي وزلفانة بغرداية تشرب بصفة عادية مياه الصرف الصحي دون حسيب أو رقيب. وأشار المتحدث إلى أن الموالين اضطروا للسماح لقطعانهم بشرب المياه الملوثة تحت ضغط العطش الشديد بعد أن تأثرت المنطقة بالجفاف الذي ضرب الجهة لعدة سنوات منذ عام 2004 تقريبا. وحول دور وزارة الفلاحة في التكفل بمشاغل الموالين ومربي الإبل قال قصيرة محمد بأن محافظة السهوب في السنوات الأخيرة أنجزت عدة مشاريع في المنطقة تبين فيما بعد أنها عديمة الجدوى، حيث تم إنجاز عدة آبار سطحية في بلديات متليلي، منصورة، وحاسي الرمل بولاية الأغواط، لكن هذه الآبار لم تنجز بطريقة جيدة ما أدى الى حرمان الموالين من الماء وأنجزت محافظة السهوب سدا صغيرا في بلدية حاسي الرمل، وعدة آبار لم يتمكن الموالون من استغلالها بسبب غياب أي دراسة فيما يتعلق بحاجة الموالين لمثل هذه المشاريع. وقال الموالون الذين تحدثنا إليهم إن الجمال في ولاية غرداية انخفض عددها إلى أقل من النصف في السنوات الأخيرة، حيث تخلى أغلب المربين عن نصف عدد رؤوس الإبل التي يملكونها تحت ضغط نقص الأعشاب في المراعي والنقص الشديد في الماء. وأشار المعنيون الى حاجتهم الماسة لبئرين ارتوازيين في كل من المنيعة ومتليلي لتوفير الماء للمواشي والإبل.