كانت شبيبة بجاية زوال الأحد في الموعد أمام ياكار السنغالي وعادت بتعادل ثمين يدعم حظوظها في التأهل إلى الدور القادم لمنافسة كأس الكاف. تشكيلة شاي إلى جانب النتيجة الإيجابية التي انتزعتها خارج القواعد ورغم بعض الظروف الصعبة التي جرت فيها المباراة من ذلك رداءة أرضية الميدان، إلا أنها أدت لقاء مقبولا وأظهرت مرة أخرى أنها قادرة على تشريف الألوان الوطنية على الصعيد الخارجي بعد ما أبهرت قبل شهرين المتتبعين في كأس شمال إفريقيا أمام أحد روادها وهو الترجي التونسي وثمة عدة عوامل مكنتها من التألق في انتظار المزيد من الإنجازات مستقبلا على الصعيدين الوطني والدولي. * اللاعبون صمدوا أمام الارهاق * ما كان يخيف الطاقمين الفني والإداري ساعات قبل المباراة أمام ياكار هو هاجس الإرهاق بسبب السفر المتعب جدا وليس المنافس رغم لعبه في ميدانه وأمام جمهوره، غير أن برنامج الاسترجاع والتحضير النفسي الذي سطره الطاقم الفني والذي طبقه اللاعبون منذ وصولهم إلى داكار مكن التشكيلة البجاوية من الاستعداد الجيد، فحدث ما لم يكن يتوقعه السنغاليون، حيث أن رفاق بلطرش صمدوا في الشوط الأول وانتظروا المنافس في الخلف في مرحلة جس النبض دون أن يجهدوا أنفسهم تطبيقا لتعليمات شاي، لعلمهم أن وتيرة اللعب ترتفع أكثر في المرحلة الثانية، سيما من طرف الفريق المحلي فظهرت الشبيبة متماسكة في خطوطها الثلاثة، ما ساعد نجوكام على الحفاظ على شباكه نظيفة، مع الاشارة إلى أن شاي من خلال التحضير النفسي الذي ركز عليه تحسبا للمباراة أقنع الأساسيين على ضرورة الكفاح فوق الميدان والاحتياطيين على الصبر وانتظار فرص أخرى للعب، مؤكدا لهم أن الأمر يتعلق بالألوان الوطنية ومعه لايفرق بينهم ولولا القانون الذي يسمح ب11لاعبا فقط على الميدان لأقحمهم كلهم دفعة واحدة، فكانت الاستجابة من كل العناصر. * * نجونق تألق في الوقت المناسب * بداية الشوط الثاني كانت سنغالية، حيث أن أصحاب الأرض لعبوا ورقة الهجوم للوصول إلى التسجيل قبل أن ينتابهم الشك بمرور فترات المباراة فكان لهم ما أرادوا (د54) بخطأ من الحارس نجوكام الذي حمله بعض المسيرين المسؤولية بطريقة غير مباشرة، غير أن فرحة السنغاليين لم تدم طويلا، ذلك أن المهاجم الكامروني في صفوف الشبيبة يانيك نجونق قطع أنفاسهم بهدف التعادل الذي وقعه في شباكهم في ظرف حساس جدا، إذ لم تمر سوى خمس دقائق على هدف عبدو ديالو ليتمكن هداف الشبيبة من تأكيد رغبة رفاقه في العودة الى الجزائر بنتيجة ايجابية، وهو ما زرع الشك في نفوس المحليين وجعلهم يفقدون تركيزهم ويعجزون عن ترجيح الكفة لصالحهم لاسيما أن الشبيبة نجحت في تسيير بقية فترات اللقاء والحفاظ على النتيجة. * * نجوكام تجاوز الصدمة * نتيجة التعادل الإيجابي التي عادت بها الشبيبة بفضل هدف الأسمر نجونق زرعت الفرحة في نفوس الطاقمين الفني والإداري والأنصار واللاعبين لاسيما الحارس نجوكام الذي شعر قبل صافرة الحكم بتأنيب الضمير للطريقة التي تلقى بها الهدف قبل أن تغمره الفرحة وفي خضمها تجاوز الصدمة لاسيما بعد ما شكر شاي عناصره في غرف حفظ الملابس على الروح القتالية التي لعبوا بها دون أن يوجه اللوم لأحد منهم. * * شاي يحذر من الفخ * حتى وإن سر المدرب شاي بنتيجة التعادل الإيجابي لفريقه، إلا أنه يعتبرها فخا تتطلب الحيطة والحذر في لقاء العودة يوم الثالث من أفريل الداخل على خلفية أن ياكار السنغالي ليس له ما يخسره في مباراة العودة ما سيجعله يوظف كامل أوراقه لانتزاع ورقة التأهل إلى الدور القادم. كلام مدرب الشبيبة نابع من شعار "لا يجب استصغار المنافس" الذي هو سلاح كل التقنيين للحفاظ على تركيز لاعبيهم رغم أن ياكار ظهر محدود الإمكانيات المادية والبشرية بدليل ما أكده أحد مسيري الشبيبة للشروق بأن ذات الفريق متوسط المستوى الفني وليس بحجم الفريق الذي سيكون قادرا على حرمان التشكيلة البجاوية من ورقة التأهل إلى الدور القادم. * * مدرب ياكار يتحدى * رغم ان الصحف الشنغالية متفقة على أن مهمة رفاق هارونا ستكون صعبة للغاية في مباراة العودة، غير أن مدرب ياكار كريم سيقا ديوف، يرى عكس ذلك، مؤكدا أنه يعرف جيدا الكرة الجزائرية وستكون الشبيبة في متناول فريقه لاسيما لو ينتقل الى الجزائر بكامل التعداد، مع الاشارة الى أن ياكار حرم أمام الشبيبة من خدمات ثلاثة ركائز ويتعلق الأمر بهدافه باباعبدو دياكيتي بداعي العقوبة الآلية، المهاجم باباعليوانكاسي الموجود في ألمانيا لإجراء الاختبارات الفنية من أجل الاحتراف، والمدافع المحوري باي عصمان قاي. * * الداربي القبائلي سيكون في ظروف استثنائية * غادر الوفد البجاوي التراب السنغالي في الثالثة من صباح أمس الاثنين ووصل إلى العاصمة منتصف النهار ومنتظر اليوم ببجاية لتحضير الداربي القبائلي أمام شبيبة القبائل المبرمج لبعد غد الخميس. هذا الداربي يأتي في ظروف استثنائية ويتخوف البعض من أن لا يوفي بوعده فوق المستطيل الأخضر بين التشكيلتين. فمن جهة شبيبة بجاية المعنويات مرتفعة بعد النتيجة الإيجابية أمام ياكار السنغالي، لكن هاجس الإرهاق ممكن أن يفعل فعلته في الأداء الفردي والجماعي لرفاق بولمدايس، أما من جهة تشكيلة حناشي فالوضع النفسي ليس على ما يرام من جراء الانهزام غير المنتظر أمام الفريق الليبي (1/2) في كأس رابطة إفريقيا أمس الأول على ميدان أول نوفمبر بتيزي وزو. * * بلطرش: هدفنا في السنغال من ذهب والارهاق هاجسنا * قال مولود بلطرش للشروق لدى وصول الفريق الى مطار هواري بومدين منتصف نهار أمس أن التعادل الإيجابي أمام ياكار نتيجة ايجابية وأفضل من 0/0، وأضاف ابن المدية أن ذات النتيجة تساعدهم من الناحية المعنوية في الداربي القبائلي بعد غد الخميس، مؤكدا ان الارهاق البدني سيكون الهاجس، مع الاشارة الى أن فريد غازي أصيب أمام ياكار وسيغيب أمام القبائل.