من غير المفهوم غاب العرب عن مؤتمر يتناقش لوضع آليات لمستقبل أفغانستان فيما حضرت الهند وإيران والدول الأوربية والأسيوية..؟ من المعلوم ان المال العربي هو الأكثر اندلاقا على أفغانستان منذ تلك الأيام التي جمعت فيها أموال الأمة لمحاربة البلاشفة السوفيت وتصدر لتلك المهمة عملاء دين ومثقفون ومفكرون وساسة وأنظمة.. * انسحب السوفيت من أفغانستان وانهارت الشيوعية والكتلة الاشتراكية وذلك بسبب مباشر يعود للمال العربي والتحشيد بشباب العرب والمسلمين لمحاربة السوفيت الشيوعيين.. فلماذا يغيب العرب اليوم؟ * لماذا تغيب السعودية التي لم تتأخر لحظة عن تقديم ككل ما يلزم من مال ورجال لتدمير الاتحاد السوفيتي وتزويد المجاهدين بأفغانستان بما يلزم من مال ومساعدات على أكثر من مستوى..؟ لماذا تغيب مصر والأزهر الشريف مرجع أهل السنة عن بلد مسلم سني ومصر هي رائدة العرب وزعيمة القرار العربي؟!! لماذا يغيب الخليج ودوله وإماراته.؟؟ هل الأمر لا يعنيهم ..؟ هذا غير صحيح بل أن اللامر في غاية الخطورة.. فأفغانستان التي دفعوا لها دم قلوبهم والمخزون في جيوبهم تصدر لهم الآن العنف والتعصب والجهل القاتل فلماذا غابوا؟ * إن تجاهل أمريكا للعرب يعني بوضوح أن ليس عليهم إلا أن يكونوا ممولين للحرب التي تخوضها أمريكا ضد البلاشفة او الطالبان أو أي جهة في المنطقة، أما ان يكون لهم موقع قدم على الخريطة السياسية فهذا ما لا يمكن القبول به أمريكيا ودوليا.. وذلك لسبب واضح وحيد وهو أنهم ارتضوا المهانة لهم قرينا.. وإلا كيف يقبلون بدور المنفق بلا تردد على حروب أمريكا وأن لا يكون لهم حتى مجرد الحضور في مؤتمر خاص بقضية تمس أمنهم القومي؟ * قد يكون الحكام العرب أصيبوا بخيبة أمل لحضور إيران ذلك المؤتمر..!! وإصرار الأمريكان على حضور إيران والمحاولات الأمريكية للحوار مع إيران.. إيران المعادية لأمريكا في العراق ولبنان وفلسطين والبرنامج النووي تدعى لتكون لها مشاركة في صياغة الموقف.. إن هذا بلاشك مثير للحسرة والالم لدى النظام العربي. * ان هذا درس كبير للجميع مفاده أن العالم لا يلتفت إلى الضعاف الذين يلقون بماء وجوههم على طاولات الأعداء ولا يحترم الا القوي الذي يبحث عن تطوير وسائل قوته وتعزيزها.. وهو يعني كذلك أن العرب على المستوى الرسمي يديرون قضاياهم بعيدا عن مصالحهم القومية وأمنهم القومي أو على الاقل غير مدركين للمخاطر التي تتهددهم. * إن أفغانستان مصنع للإرهاب والجهل وتجارة الحشيش وكل ذلك يضرب بعمق هنا في كل بلداننا العربية فلماذا نغيب نحن عن مؤتمر يصيع تصورات لمستقبل تلك المنطقة؟ الإجابة لدى النظام الرسمي العربي.