تحدث الرئيس الأمريكي إلى البرلمان التركي عن الصداقة بين الولاياتالمتحدة وتركيا العضو القديم في الحلف الأطلسي، معتبرا تركيا ممثلة للإسلام المعتدل والجامع بين تقاليد الدولة العصرية والديمقراطية، ومواريث الحضارة الإسلامية الكبرى القوية والمنفتحة وذلك بمناسبة تنشيط مؤتمر حول تحالف الحضارات التي تجري أعماله باسطنبول. وقبل زيارته عكف المحللون والمراقبون لتحديد الدولة التي يزورها الرئيس، فمنهم من اقترح اندونيسيا البلد الاكبر في العالم الاسلامي والذي تربط الرئيس به ذكريات طفولة، وذهب البعض الى ترشيح مصر الصديق لامريكا والبلد العربي الأكبر.. الا ان الرئيس اختار تركيا لتكون البلد الإسلامي الأول الذي يأتي إليه يعلن منه سياسته تجاه العالم الاسلامي ويرسل رسائله.. * قال الرئيس الأمريكي كلاما كثيرا حول العلاقة مع العالم الإسلامي وهي لغة مختلفة عن تلك التي استخدمتها الإدارة السابقة لكن السؤال المهم هنا لماذا تركيا وليس اندونيسيا الكبيرة ولاباكستان الحليفة ضد طالبان ولا مصر الصديقة والإستراتيجية في الوطن العربي..؟؟ * ليس الامر عصيا على الاكتشاف فتركيا هي العضو في الحلف الأطلسي والتي تستضيف ارضها قواعد عسكرية أمريكية وتركيا البلد الإسلامي المتميز بعلاقته بإسرائيل الذي تربطه معه علاقات متنوعة تتمثل احيانا بمناورات عسكرية مشتركة.. فلا اندونيسيا غير الناضجة للاعتراف باسرائيل والبعيدة عن التأثير في العالم الإسلامي ولا باكستان النووية التي من غير الوارد اعترافها باسرائيل والمنافس للنفوذ الأمريكي بأفغانستان والتي تنأى بنفسها عن المنطقة العربية ولا مصر العربية التي لم تتقدم علاقاتها مع إسرائيل خطوة حقيقية للتطبيع مع إسرائيل رغم التبادل الدبلوماسي واتفاقيات الصلح معها والتي تخلو اراضيها من وجود أي عسكري أمريكي والاهم من كل ذلك مصر التي لا يمكن ان يتركوا لها مجالا لقيادة الإقليم او تمثيل العرب والمسلمين.. إذن لابد من تركيا العلمانية التي أسقطت النظام السياسي الإسلامي وتبنت الدستور الغربي واستبدلت الحرف العربي بالغربي.. تركيا الوسيط النشط بين إسرائيل والدول العربية والاهم من كل ذلك تركيا البلد الاسلامي الكبير الذي يمكن ان يتصدى للطموح الإيراني في المنطقة. * ان تركيا تلعب على الحبال الخطرة ولا يستقر بها الحال على وضع معين.. تلعب على حبل انتمائها التاريخي العثماني ولاتخفي هذا التوجه بل لعلها تعتبره احد اوراق القوة بيدها لجهة تحركها على النطاق العثماني القديم.. وتلعب على بعدها الاوروبي كونها بلدا اوروبيا يتبنى الديمقراطية الغربية والنظام العلماني المتشدد اكثر من أي بلد غربي.. وسيكون المطلوب من تركيا مهمات كبيرة تجاه احتواء المنطقة في السيناريو الامريكي القادم الذي يريد ان يضبط الأوضاع الإقليمية بقوى إقليمية حليفة ذات قوة حقيقية بدلا من التدخل الأمريكي السافر.. إنه دور محير وأين العرب ///من ما يراد ///بهم!!؟