إنتهى العرس... أو الانتخابات ويبدو أن الجزائريين لأول مرة متفقون على رؤية الهلال، وإنني متيقن بفوز المرشح المستقل... وقد لا يعكس طبيعة السبق الصحفي... بقدر ما كانت »كل« المؤشرات تدل على ذلك... وسنسمع التبريكات... وبعض الكلمات ولكن ماذا بعد الانتخابات؟! * هل يتم الإيفاء بالعديد من الوعود؟! أم حليمة ستعود إلى عادتها القديمة؛ وكأننا شهدنا كرنفالا في نشرة، ولكن على المباشر!؟ * فإنني غير متيقن من الإجابة، ولكن كل المؤشرات، وبحكم ما عودنا، يمكن أن تكون الوعود للاستهلاك الداخلي، وغير صالحة للاستعمال بعد الانتخابات. وما زادني يقيناً في ذلك، أنه أحياناً لنفس المرشح تكون وعود متناقضة، ومعاكسة ولكن طبيعة الزبون، والجهة والسياسوية تقتضي ذلك ولذلك قد اتساءل ماذا بعد الانتخابات؟! * سمعنا عن المصالحة الوطنية وضرورة ترقيتها وإدخال العديد من الفئات التي كانت إفرازا سلبيا للأزمة الجزائرية... فهل سيتم ذلك ويتم التكفل بجميع الملفات المطروحة... يبدو ذلك »ممكنا« في حال وجود »الإرادة السياسية« والعزم على ذلك، ولكن من خلال استقرائنا للحملة الانتخابية يبدو بعض أطراف التحالف مازالت متحفظة أو غير مستسيغة الفكرة أصلاً... ولكن أحببنا أم كرهنا يجب في مرحلة من المراحل الوصول إلى »توافق« وإلا أصبحت القضية قضية »مسمار جحا« وما أكثر الملفات المسمارية في الجزائر... التي لم تحل ولم يفرج عنها؟! وماذا بعد الانتخابات؟! وبالأخص العديد من المرشحين تكلموا عن الرشوة والسرقات وتبديد الأموال العمومية، وترشيد النفاقات العامة، بل وصل الأمر بالبعض إقتراح زيادات في بعض »الاسلاك«، ولكن يبدو أن ذلك أحياناً كان فيلما ضمن مسلسلات »رحلة إلى القمر«... فالعديد منها غير واقعي ومجافي للحقائق والموضوعية!! وماذا بعد الانتخابات؟! وبالأخص العديد من رجالاتنا سواء الرسميين أو حاشية »الأرانب« كان يتعامل بمنطق رجل سياسة وليس بحكم رجل الدولة؟! سواء باستغلال وسائل الدولة لأغراض الدعاية والحملة وكأننا دخلنا إلى عهد »البيك« ولكن بمواصفات العصر والحداثة... أما بالنسبة للمعارضة والأرانب... فكانت لها بعض المآخذ من خلال تقويض الدولة وهيبتها، فسيادة القانون ودولة المؤسسات وهيبة الدولة، لا تبنى بهذه السلوكيات وما أكثرها، وذلك دليل على طبيعة ونوعية طبقتنا السياسية. وماذا بعد الانتخابات؟! إنني أتحدى العديد من الوزراء والذين البعض قد يعترف »بالبابانوال« للأمانة العلمية ليست تسميتي قدموا عروضاً ورفعوا السقف إلى مستويات عليا... هل سيتم الإبقاء بها أو ستنتهي بانتهاء الإعلان عن نتائج المرشح الفائز!؟ * انتهت الانتخابات؟! والأمل مازال مفقودا لدى العديد من قابلتهم ويبدو أن »خطابات« المرشحين بدون استثناء لم تسترجع الأمل ولم تخلق تلك الصدمة أو الشحنة المطلوبة للاندفاع إلى الأمام... فحتى »قراءة« بنيوية للخطابات المقدمة كانت تفتقر للأرقام، والإحصائيات وتضاربها... وأحياناً نسمع أننا بعيدين عن الأزمة المالية والحمد لله... وتارة أخرى »تسونامي الأزمة« قادم وضارب الجزائر لا محالة... وهل جرى بالنسبة للعديد من الملفات...!! * وماذا بعد الانتخابات ؟! بعد التاسع من أبريل ستبدأ عملية المتاجرة والتموقع، وحتى الإخوة، »المتحالفين«... سيصبحون إخوة »أعداء« بحكم الغنائم والمزايدات والمتاجرة »بالمناصب« وكأنه تجمعهم الموائد... وتفرقهم الفوائد؟! * وفي الأخير، فإن الشعب وتطلعاته وكأنها منصبّة فقط في فئة صغيرة... * وماذا بعد الانتخابات؟! قد كانت كاشفة للعديد من العوائق التي تحكم الحياة السياسية، فأصبح من الحتمي ضرورة »تنفيس« الحياة الحزبية والبرلمانية، بإعادة هيكلتها، وتنقية بعض الأعشاب »الضارة« التي تلغم وتشوه الحياة الحزبية، فعلى سبيل المثال، يجب شطب الأحزاب التي ليست لها متداد شعبي، فامتدادها الوحيد... يكون حسب الطلب... واللجان السياسية للمراقبة، فذلك على المدى البعيد قد يجعل من حياتنا الحزبية مجرد »ديكور« ديمقراطي، وليس ديمقراطية حقيقية... * وماذا بعد الانتخابات؟! نتمنى التوفيق والسداد للمرشح الفائز، وإن الجزائر أمانة، والكلمة والوعود مسؤولية يوم لا ينفع فلان وعلان!!... * وأخيراً... فإنني لا أنتظر المعجزات بقدر ما أنتظر فقط »الوفاء« بالعهود... فإنها مسؤولية، والوقت هو »جزء« من الإجابة حتى لا أكون سلبيا أو »متحاملا« على المرشح الحُر الفائز.