لويزة حنون وكأن أفريل هو قدر لويزة حنون، ففي الثامن من أفريل 1954 جاءت إلى هذا العالم بقرية الوادية بالشقفة ولاية جيجل. * * قبل أن تنتقل مع عائلتها إلى ولاية عنابة هروبا من الاستعمار على غرار العشرات من العوائل الفقيرة بقرى ومداشر ولاية جيجل الذين فروا نحو مدينة عنابة. في عام 1990 أعلنت حنون عن الخروج بحزب العمال من السرية إلى العلن، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الناطقة الرسمية باسمه. * تتفرد لويزة حنون رئيس حزب العمال في الجزائر، -بكونها أول امرأة عربية تقود حزبا سياسيا وسط مجتمعات ذكورية من المحيط إلى الخليج-، فضلا عن أنها الجزائرية الوحيدة بين الساسة المرموقين التي ترفض الركوع والاعتراف بالعولمة، في الوقت الذي أصبحت "دينا جديدا" وموضة يتباهى بعض الساسة بارتدائها. * تتمسك زعيمة العمال بالدفاع عن الطبقة العاملة من منظور عقائدي (تروتسكي)، فهي ترى أن الاشتراكية تعرضت لضربة قاصمة في تطبيق النظرية، لكنها لم تتلاش أو تنهار، ولا ترى الحرج في تأييد الرئيس بوتفليقة يوم أن أصدر قرارا بجعل الأمازيغية لغة وطنية، أو المضي قدما في تطبيق مشروع المصالحة الوطنية، كما تحتفظ لنفسها بحق انتقاد أسلوب إدارة بوتفليقة للأزمات التي تعانيها البلاد ولا تتوانى في توجيه انتقادات لاذعة للفريق الاقتصادي للرئيس وفي مقدمتهم حميد تمار وشكيب خليل وتصف الرجلين بأنهما ينفذان أجندة بإملاءات خارجية. * وإذا كان كثير من قادة الأحزاب يتظاهرون بالموافقة على خيار الخوصصة من منطلق أنه من روح برنامج الرئيس، فإن لويزة حنون جعلت من المعارضة لسياسات الخوصصة بمثابة الركيزة التي تقيم عليها معارضتها لتوجه الجميع في الاتجاه نحو الخصخصة، وتقول لويزة إنها تطالب باستفتاء شعبي لقبول هذا الخيار الاقتصادي، وتضيف أن الأزمة المالية العالمية أنصفتها وأظهرت صحة أطروحات حزبها التي تقول أن الرئيس استلهم منها بعض من قراراته الأخيرة في المجال الاقتصادي ومنها التراجع عن قانون المحروقات. * وبرغم اختلافها بزاوية قدرها 180 درجة مع التيار الإسلامي، فإنها الزعيمة السياسية الوحيدة التي لا تخفي دفاعها عن قيادات الحزب المحل، وإذا كانت تتولى الدفاع في قضايا منطقة القبائل أيضا، فهي ترى أن المنطقة تحولت إلى رهينة في أيدي حفنة من المغامرين، مما جعلها أكبر من مجرد امرأة أو سياسة، بفضل قدرتها الفائقة على العمل السياسي والتأثير في الآخرين تحت قبة البرلمان وخارجه، وتمكنها من اللغتين العربية والفرنسية، وإلى جانب كل ذلك تعرف لويزة كيف تحتفظ بشعرة معاوية بينها وبين خصومها، والضغط على الزناد في الوقت المناسب والمكان المناسب.