حصار خانق تضربه قوات الجيش والأمن على القتلة أفادت مصادر مؤكدة ل"الشروق اليومي"، أن مصالح الأمن قامت خلال الأسبوعين الأخيرين بحملة توقيفات على مستوى الأحياء الشعبية بالضاحية الجنوبية للعاصمة، لأشخاص يشتبه صلتهم بشبكات دعم وإسناد التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تحت إمرة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود). * * * أويحيى: الوضع الأمني تحسن كثيرا لكننا لسنا بمنأى تام عن اعتداءات إرهابية * ورفضت مصادر أمنية تقديم أدنى تفاصيل عن هذه العملية، واكتفى مسؤول أمني يشتغل على ملف مكافحة الإرهاب، بالقول إنها تندرج في إطار النشاط التقليدي لأجهزة الأمن المكلفة بمكافحة الإرهاب وأنها "إجراءات وقائية" لإحباط أي اعتداءات انتحارية، يسعى التنظيم الإرهابي لتنفيذها بمناسبة مرور عامين على أولى اعتداءات انتحارية في الجزائر. * وقالت مصادر "الشروق اليومي"، إنه تم توقيف إرهابي يكون قد كشف عن عناصر شبكة دعم وإسناد منتشرين بأحياء شعبية بالعاصمة تتراوح أعمارهم بين 21 و25 عاما. * وكانت أجهزة مكافحة الإرهاب قد كثفت العمل الإستخباراتي لإحباط مخططات إرهابية خاصة وأن تنظيم درودكال يراهن على العاصمة لما تحققه من صدى إعلامي، وكان الوزير الأول أحمد أويحيى قد ذهب في نفس اتجاه وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني عندما أشار أمس الى عدم استبعاد أي اعتداء إرهابي في ظل العمليات العسكرية النوعية بالقول "إن الدولة متحكمة في الوضع الأمني لكن المغامرة بالقول إننا في منأى تام من أي محاولة غدر سيكون كلاما مبالغا فيه"، لكنه شدد على أن "الوضع الأمني تحسن كثيرا". * وكان الوزير الأول قد تنقل صباح أمس الى مقر قصر الحكومة الذي تم استهدافه من طرف انتحاري كان على متن سيارة مفخخة في 11 أفريل 2007، رفقة وزير الداخلية زرهوني والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية دحو ولد قابلية، المدير العام للحماية المدنية، للترحم على ضحايا المجزرة وأغلبهم مدنيون. وحرص أويحيى مجددا على ضرورة انخراط المواطن في عملية مكافحة الإرهاب الى جانب قوات الأمن، وقال "أقوى سلاح لمواجهة العمليات الغادرة للإرهاب هو تجنيد ويقظة الجميع من مواطنين وسلطات عمومية وقوات الأمن". * وأشاد أويحيى بتضحيات ضحايا الإرهاب "التي لم تذهب سدى"، واستند الى نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 9 أفريل الماضي التي كانت "أحسن دليل على شموخ وصمود الشعب الجزائري الذي استجاب لنداء الواجب الوطني" مؤكدا أن الجزائر بقيت "قوية وواقفة". * * 11 أفريل 2007 ...11 أفريل 2009 ...سقوط 320 إرهابي وتوبة أكثر من 42 آخر * دشن التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية" أولى اعتداءات انتحارية في 11 أفريل 2007 استهدفت مقر قصر الحكومة ومقر الأمن الحضري بباب الزوار، وتم إحباط تفجير سيارة مفخخة كانت ستستهدف مقر إقامة المدير العام للأمن الوطني بجنان مليك بحيدرة لتليها سلسلة من العمليات الانتحارية. * وبلغ عدد العمليات الانتحارية التي تبناها التنظيم الإرهابي حوالي 15 اعتداء انتحاريا، لكن اللافت في خريطة هذه العمليات، أنها انحسرت لاحقا في المعاقل الرئيسية للإرهاب ببومرداس والبويرة واعتمدت على الأحزمة الناسفة بدل السيارات المفخخة بعد تضييق الخناق على تحركات الإرهابيين وتمرير السيارات المفخخة، إضافة الى تجفيف منابع التمويل خاصة بالمواد المتفجرة بعد فرض الرقابة على تسويق المواد الكيماوية، ونجحت مصالح الأمن على صعيد مكافحة الإرهاب في تفكيك القواعد الخلفية للإرهاب، وهو ما يفسر فشل الاعتداءات الانتحارية أبرزها عملية برج الكيفان، كما تم القضاء على 4 مرشحين لتنفيذ اعتداءات انتحارية بغليزان وتادمايت بتيزي وزو وقبلها انتحاري بولاية وهران كانت بحوزتهم جميعا أحزمة ناسفة، وعكست هذه العمليات النوعية تفعيل العمل الإستخباراتي وتوفر معلومات "دقيقة" وأكدت ميدانيا اختراق التنظيم الإرهابي. * العمليات الانتحارية التي نفذها تنظيم "درودكال" وكان يسعى من خلالها للصدى الإعلامي، كشفت تكريسه للمنهج التكفيري وتوجيه النشاط الإرهابي من طرف خوارج "الجيا" باستهداف المدنيين. * وتشير أرقام غير رسمية الى قضاء مختلف أسلاك الأمن على أكثر من 320 إرهابي خلال الفترة الممتدة من 11 أفريل 2007 الى 11 أفريل 2009 ، أغلبهم أمراء وقياديون قدماء في التنظيم الإرهابي إضافة الى توقيف أكثر من 500 شخص ينتمون لشبكات دعم وإسناد وتوبة 42 إرهابيا آخر.