بعد أن اجتمع وزراء خارجية عرب في إطار تنسيق الجهود لمتابعة قرارات القمة العربية الأخيرة أعلن الناطق باسم الجامعة ان وزراء الخارجية العرب حملوا الملك الأردني رسالة إلى اوباما بخصوص الموقف من غطرسة الجانب الإسرائيلي والتهديدات التي تطلقها القيادة الإسرائيلية الجديدة. * هناك أسئلة عديدة تنطرح على الذهن حول الأسباب التي دفعت حكام العرب لتكليف العاهل الأردني بالمهمة.. كما تقفز التساؤلات بقوة عن جدوى هذه الخطوة وماهو البديل عنها فيما لوفشلت؟ بالتأكيد ليس فقط لأنه يجيد الانجليزية لدرجة انه يتكلم العربية بلكنة انجليزية وهو ضليع في فهم طبيعة الغرب والأمريكان والحديث معهم فهذا لا يكفي!! وليس كذلك لأنه موقع اتفاقية صلح الأبد مع إسرائيل!! صحيح ان للأردن موقعا جغرافيا متميزا ذو خصوصة بالنسبة لفلسطين إلا ان الأمر يتعدى ذلك. * إن الملك الأردني يشعر بقلق حقيقي بخصوص المملكة الأردنية وقد تسربت أنباء عن خطط صهيونية يحتفظ بها اليمين المتطرف الحاكم بخصوص الوطن البديل والمزمع إقامته في الأردن.. وهذا الرأي الإسرائيلي يجد داعمين له في الإدارة الأمريكية والكونجرس ولوبيات الضغط هناك.. ولقد سبق للملك الأردني أن صرح بأن أخطارا حقيقية ستلي العدوان على غزة. * لقد نجا المصريون من فخ نصبه لهم الإسرائيليون في عدوانهم على غزة حيث كان المستهدف بشكل كبير تغيير طبيعة المنطقة وتركيبتها كما صرحت ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة.. كان المخطط الصهيوني يقضي بأن ازدياد القتل في الفلسطينيين بطريقة تبدو عشوائية ولكنها مرادة لصنع حالة الهلع الكافية لدى الناس الذين سيفرون إلى الحدود المصرية هربا من الموت الزؤام.. وعندها سينتقل مئات آلاف الفلسطينيين إلى سيناء وستنشط وكالة الغوث الأممية لترسيمهم كلاجئين جدد وسينشط العرب لتقديم الخبز والمواد الغذائية لهم.. وتكون إسرائيل تخلصت من جزء كبير من سكان قطاع غزة وسيكون ذلك في إطار الحل النهائي وتوطينهم في مصر.. إلا أن المصريين كانوا منتبهين لهذه النقطة رغم إخراجهم السيء في التعامل معها. * الملك الآن يدرك أن أيام حكمه أصبحت محدودة إذا استطاع اليمين الإسرائيلي واليمين الأمريكي توحيد خطتهم ودفع المنطقة إلى وضع مختل ينتج عنه فرار مئات آلاف الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن ثم الإعلان عن انتخابات تنتهي بتشكيل حكومة فلسطينية في الأردن.. هناك تصريحات أمريكية تقول إن عبد الله هو آخر مملوك الهاشميين في الأردن. * لهذا كان لابد أن يتجه الملك إلى أمريكا لنيل تطمينات على سلامة المملكة.. ولكن السؤال الكبير ماعساه يستطيع أن يفعل هو وكل النظام العربي عندما تحين لحظة الهجوم الصهيوني!