تتصدر تطورات القضية الفلسطينية بما فيها المصالحة الفلسطينية وعملية السلام واعمار غزة عدد من الاجتماعات العربية والدولية التي ستنعقد مع بداية الأسبوع القادم في القاهرة . وفي هذا الصدد سيسبق الدورة ال 131 العادية لوزراء الخارجية العرب المقررة يوم الثلاثاء القادم اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية يوم الاثنين والذي سيتم خلاله كما صرح نائب الامين العام للجامعة العربية السيد بن حلي في ندوة صحفية تقييم كل جهود السلام . وستبحث لجنة متابعة المبادرة التي تضم في عضويتها كلا من الجزائر و السعودية ومصر والأردن وسوريا وفلسطين ولبنان والبحرين والمغرب واليمن وقطر وتونس والسودان سبل بلورة الموقف العربى فى ضوء المتغيرات سواء فلسطينيا أو عربيا أو دوليا خاصة أن هناك إدارة أمريكية جديدة وعينت مبعوثا خاصا لعملية السلام" كما اضاف السيد بن حلي . وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد صرح في تعقيبه على تصريحات رئيس وزراء الإسرائيلي المكلف الذي عبر فيها عن رفضه الالتزام بأية اتفاقات سابقة ومن بينها المبادرة العربية ان هذه الاخيرة تعبر عن الموقف العربي الرسمي من الصراع العربي الإسرائيلي لإيجاد حل سلمي له إلا أن هذه المبادرة " لن تبقى على الطاولة إلى الأبد لأنها تتطلب مساهمة الجانب الآخر وهو إسرائيل". ويتناول اجتماع وزراء الخارجية العرب برئاسة السودان يوم الثلاثاء 28 بندا تخص العديد من المواضيع السياسية المطروحة على الساحة العربية حاليا في مقدمتها القضية الفلسطينية ومناقشة تشكيل آلية تقديم الدعم العربي لاعمار غزة والمساعدة العربية للسلطة الفلسطينية الى جانب مواضيع اجتماعية وقانونية ومالية وإدارية . وفي هذا الصدد قال السيد بن حلي ان الوزراء سيناقشون موضوع المساعدة العربية المقررة شهريا للسلطة الفلسطينية والتي تبلغ 55 مليون دولار خاصة في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها السلطة مشيرا إلى أن عددا من الدول العربية وعدت بالالتزام بدفع حصتها خلال الاجتماع . وأضاف السيد بن حلي انه سيتم خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية إعداد مشروع جدول أعمال القمة العربية المقررة فى الدوحة يوم 30 مارس المقبل مشيرا في هذا الصدد إلى أن وزراء الخارجية العرب سيناقشون موضوع الأمن القومي العربي حيث كانت هناك لجنة مفتوحة العضوية عقدت عدة اجتماعات . وسيتم تقديم التوصيات الخاصة بموضوع الأمن القومي العربي في جميع مجالاته السياسية والثقافية والاقتصادية إلى القمة العربية بالدوحة حيث هناك " أفكار" كما أوضح السيد بن حلي خاصة بكيفية التعامل مع موضوع الأمن الإقليمي . ومن بين البنود المطروحة للنقاش في الاجتماع تطورات الوضع في السودان وخاصة في دارفور وكذا كيفية الرد العربي في حالة صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني السيد عمر البشير. وأعلن المسؤول في الجامعة العربية عن عقد جلسة خاصة لوزراء الخارجية العرب على هامش اجتماع مجلس الجامعة لبحث هذا الموضوع . أما بخصوص موضوع الصومال فسيناقش الوزراء العرب سبل دعم الصومال في ظل قيادة جديدة وكيفية المساعدة في بناء القوات الصومالية ومؤسسات الدولة الصومالية وكيفية إقناع الأطراف الصومالية غير المشاركة في الحكومة بالانضمام للعملية السلمية كما سيناقش سبل التعامل مع ظاهرة القرصنة أمام سواحل الصومال . وسيناقش مجلس الجامعة على مستوى الوزراء الخارجية كذلك الوضع في العراق بعد انتخابات المحافظات والتضامن مع لبنان وبند خاص بالجولان والعلاقات العربية الأوروبية ومع دول أمريكا اللاتينية ومع الدول الأسيوية والوضع المتوتر على الحدود بين جيبوتي وارتريا وكذا الأمن المائي و"سرقة" المياه العربية في الأراضي العربية المحتلة. وسيناقش مجلس الجامعة العربية كذلك بندا جديدا مقترحا من ليبيا بشأن رفع مستوى العلاقات بين الإتحاد الأوروبي وإسرائيل وهو" يشكل ازدواجية في المعايير" كما قال السيد بن حلي . وأشار الى إن اجتماعا لمجلس السلم والأمن العربي سيعقد على هامش اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري مشيرا إلى أن هناك "توجها لمنح مجلس السلم اختصاصات أكثر في عمله" وذلك بعدما تم المصادقة على نظامه الأساسي . ومن جهة أخرى ستشارك أكثر من 70 دولة فى مؤتمر إعادة إعمار غزة بشرم الشيخ فى الثاني من شهر مارس المقبل . ولم يستبعد المتحدث باسم الخارجية المصرية ان تجري خلال المؤتمر الذي يدوم يوما واحدا مباحثات على المستويين الإقليمي والدولي فى إتجاه المصالحة الفلسطينية. وقال المتحدث أن الهدف من المؤتمر هو ضخ ما يكفى من مساعدة دولية للاقتصاد الفلسطيني واعمار غزة لتمكينها من إعادة بناء ما دمره العدوان الإسرائيلي على القطاع مشيرا إلى ان المؤتمرين سيناقشون الخطة التي أعدتها السلطة الفلسطينية.. ومن المنتظر أن يعقد أيضا اجتماع لوزراء الخارجية العرب ودول أمريكا الجنوبية في الرابع من مارس المقبل وذلك للاعداد للقمة العربية الأمريكية الجنوبية . وكانت مناقشات الاجتماعات التحضيرية على مستوى المسؤولين التي عقدت مؤخرا بالقاهرة قد تركزت على إعداد مشروع إعلان الدوحة الذي سيصدر في ختام القمة يوم الفاتح من افريل في قطر . وسيتضمن الإعلان موقف القادة العرب وقادة دول أمريكا الجنوبية من القضايا السياسية وقضايا التعاون المشترك بين الجانبين في ضوء الاجتماعات القطاعية التي عقدت بين الجانبين منذ إعلان برازيليا الصادر عن القمة الأولى التي عقدت بالبرازيل في 2005 . وأوضح مصدر مسؤول بالجامعة أن الإعلان يتناول التعاون المشترك في مجالات عدة منها التنسيق العربي الأمريكي الجنوبي في المجالات السياسية والتجارية وحوار الحضارات وقضايا البيئة والتغير المناخي والتعاون الاجتماعي ومكافحة التصحر وموارد المياه والتعاون العلمي والتقني وحقوق الملكية الفكرية . وأشار الى أن الهدف من إعلان الدوحة أن يشمل موضوعات جديدة وليست مكررة مثل التغير المناخي وحول كيفية الاستفادة من مواقف دول أمريكا الجنوبية في دعم الموقف العربي مؤكدا أن البيانات المشتركة التي تصدر عن الجانبين تدعم الموقف العربي من الصراع العربي الاسرائيلى حيث يتم التأكيد على التمسك بقرارات الشرعية الدولية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني كما تصوت هذه الدول دائما لصالح هذه القرارات في الجمعية العامة للأمم المتحدة .