الشيخ محمد حسان ضيفا على الجزائر أكد الداعية المصري محمد حسٌان، أمس، أنه "على كل الجزائريين التمسك بمسعى المصالحة الوطنية" من مبدأ أن -الصلح خير-، داعيا شباب الجزائر إلى ضرورة مجالسة أهل الفكر والعلماء للاستماع إلى نصحهم في مختلف شؤون الحياة. * * مضيفا أن أعظم شيء يجب أن يقوم به الناس في الوقت الراهن، وهو وقت تعيش فيه الأمة العربية الهوان والانكسار، هو أن "يجالس الشباب علماء الدين لفهم الواقع وفهم الواجب في الواقع بعيدا عن التعصب والتطرف ولغة السلاح"، قائلا إن "على الشباب أن يفهموا بأن التغيير له ضوابط وحدود، وأن التغيير باليد له ضوابط فقهية ولا يمكن أبدا تغيير المنكر بمنكر آخر". * وذكر الداعية محمد حسٌان على هامش تدخله خلال أشغال الملتقى الدولي لحفظ القرآن الذي تحتضنه ولاية أم البواقي بتنظيم من جمعية "الفرقان"، أن زيارته للجزائر أضافت في قلبه مزيدا من الحب لهذا الشعب الذي دفع قوافل من الشهداء لأجل التحرر ونيل الاستقلال، كما أضاف بأنه كان يرغب في زيارة هذا البلد منذ زمن بعيد، لكن الفرصة لم تكن مواتية له على الرغم من أنه كثير التطواف والتجوال في دول العالم، ووجه في ذات السياق الدعوة لكل دعاة وعلماء مصر وبلاد الحرمين لأجل زيارة الجزائر ومجالسة شبابها والاستماع لهمومهم ومشاكلهم بإبعادهم عن الأفكار المسمومة وفتاوى الجهل التي أضعفت كاهل الأمة، داعيا حاملي السلاح بجبال الجزائر إلى العودة إلى جادة الصواب والتمسك بقول الله وسنة رسوله الكريم، قائلا "ما هكذا يؤمر بالمعروف ويُنهى عن المنكر"، وتساءل حول المنهج الذي يتّخذه بعض الأشخاص لإصدار فتاوى القتل والتعذيب والاغتصاب في حق شعب مسلم بالفطرة ويدافع عن الدين. * وخلص الشيخ محمد حسٌان إلى ضرورة التمسك بمسعى المصالحة الوطنية لأجل إعادة الجزائر إلى مكانتها المرموقة بين الأمم وباقي شعوب العالم، وفق ما ينصُّ عليه الإسلام بشموليته وبمنهجه الوسطي المعتدل. * ووصل الشيخ محمد حسان، الداعية المصري الشهير، إلى الجزائر مساء أول أمس، قادما من القاهرة، حيث كان في استقباله وفد عن جمعية الفرقان التي استضافته في إطار فعاليات الأسبوع الوطني للقرآن الكريم رفقة مجموعة من الدعاة الجزائريين والعرب مثل الشيخ شهاب الدين أبو زهو، وذلك للمشاركة في ملتقى دولي حول مناهج التفسير، حيث أكد عقب وصوله في تصريحات خاصة أهمية المصالحة التي تنتهجها الدولة بكامل أطيافها، وأنها تدخل في عموم قوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا"، وقول الله تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، فالفرقة والخلاف شر، وأدعو الجميع إلى الالتفاف حول ثوابت الأمة من الكتاب والسنة، وأكرر وأقول إن الحماس وحده لا يكفي، والإخلاص وحده لا يكفي". * وفي اتصال هاتفي مع مسؤول الإعلام بجمعية الفرقان، قال عمار بن جدة "إن هذه الفعاليات تهدف إلى ربط الناس بالعلماء باعتبارهم المرجعية العلمية الصحيحة المخولة في الكلام في واقع الناس، لأن العلماء هم أقدر الناس على استيعاب الواقع المعقد وفهمه وإدراك أبعاده، بعيدا عن الإفراط الذي يؤدي إلى التطرف، والتفريط الذي يؤدي إلى التساهل". *