مدرسة متعددة المهام لم يكن صعبا علينا الدخول إلى مدرسة "اللوز" بخميس الخشنلة بولاية بومرداس، لأنه بكل بساطة لم يكن هناك لا جدار ولا باب كي نستأذن في الدخول، تلاميذ تعودوا على جمع زجاجات الخمر لرميها كل صباح من على باب الأقسام، منحرفون رسموا على جدران الأقسام رسومات منحطة.. أقلها سواء عبارة "هنا تباع الزطلة ليلا". * .. لا تندهشوا، مدرسة غير مهجورة، بل مأهولة بحوالي 500 تلميذ يضطرون كل صباح للركض والدخول فورا إلى أقسامهم خوفا من مباغتة أحد الكلاب المتشردة لهم، نفس الشيء بالنسبة للمعلمين، حدثتنا إحدى المعلمات بأنها تخشى فتح النافذة خوفا من اقتحام القسم من منحرفين تعودوا على المرور بشكل يومي. * الساحة أو ما كان من المفروض أن يكون فناء لممارسة مادة التربية البدنية، هي عبارة عن ساحة غير معبدة، يزداد الأمر سوءا إذا ما سقطت الأمطار وتظل محاصرة بالأوحال لأكثر من خمسة أيام بسبب كثافة التربة، قطيع الأغنام وحتى الأبقار تعودوا على الرعي يوميا من الأعشاب المحاطة بها، حتى يخيل لك أنك أمام إسطبل للماشية وليس مدرسة، وبحكم جوارها لحي قصديري فحدث ولا حرج، أما بالنسبة لدورات المياه فهي لا تزيد عن الأربعة، ولكن كلها معطلة.. تقول إحدى المعلمات "تصوري عند قضاء الحاجة أضطر كمعلمة لطرق أبواب الجيران، أو التوجه إلى بيت إحدى زميلاتي..". * وماذا عن المعلمين؟ أنه وضع كارثي يقول أحدهم "أربعة دورات يشترك فيها المعلمون وحوالي 500 تلميذ، الماء غير موجود، تزود فقط من الصهريج، كيف لا نصاب بالمرض؟". * فيما يطرح أحد المعلمين شكوى أخرى.. "تصوروا أن بواب المدرسة في مطاردة يومية مع الكلاب المتشردة حتى لا تقتحم الأقسام، الخوف من الكلاب يجعلنا نغلق الأبواب". * * هنا تباع الزطلة.. رسومات منحطة لتلقين التلاميذ ثقافة الشارع * ما يزيد الطين بلة في مدرسة اللوز الجديدة، مشكلة الرسومات المنحطة التي يرسمها منحرفو الليل على جدران الأقسام، يقول أحد المعلمين: "كيف نربي هؤلاء التلاميذ على القيم والأخلاق وبمجرد أن يخطوا خطوة واحدة يتعلمون من الجدران ثقافة أخرى، فهم قبل دخولهم للقسم يتصادفون وقارورات الخمر مرمية هنا وهناك، طاولة بجوار أحد الجدران مخصصة للقمار، وبعض الأخشاب للتدفئة للسهر ليلا، فيما توجد عبارات أخرى تشيد بالزطلة، وهو ما يعني تأثيرا سلبا على سذاجة الأطفال، مما جعل بعض أولياء التلاميذ يهددون بمقاطعة أبنائهم للدراسة". * من بين أكثر المواقف طرافة التي حدثتنا عنها إحدى المعلمات، أنها تفاجأت بعدد من المارة يقتحمون قاعة القسم بسبب تهاطل الأمطار للإحتماء منها. * * مديرية التربية تؤكد مراسلتها لرئيس البلدية وجمعية أولياء التلاميذ تحتج * لأكثر من مرة، راسل مدير المدرسة والمعلمين مديرية التربية بالولاية من اجل تسييج المدرسة وحمايتها من المنحرفين والكلاب الضالة، هذه الأخيرة التي اضطرت إلى بعث مراسلة خاصة إلى رئيس البلدية من أجل القيام بتسييجها، لكن لا شيء حدث، بالرغم من أن معلمي المدرسة قالوا للشروق اليومي أنها لا تبعد عن مقر البلدية إلا بكيلومتر واحد، فيما رممت إحدى المدارس قبل الإنتخابات الرئاسية، لأنها كانت معنية بإطلالة كاميرا التلفزيون وتم إهمال مدرسة اللوز. * من جهة أخرى طالب معلمو المدرسة بضرورة تسييج المدرسة، وتعبيد فنائها وإعادة طلاء الجدران وبناء دورات مياه أخرى مع تزويدها بالماء حتى يصح أن يطلق عليها لقب مدرسة. *