قوات الدفاع الذاتي..المهمّة الجديدة .. على مقربة من صلاة الظهر يوم جمعة، الوجهة غابة "باينام"، المهمة .. البحث عن صيادي الخنازير، هكذا قالوا لنا عندما تركنا بوزريعة بالإتجاه نحو الغابة، إنهم جماعات جديدة أغلبهم من رجال "الباتريوت" أو فرق الدفاع الذاتي، أضيفت لهم مهمة البحث عن الخنازير لصيدها، بعد أن أصبح هاجس حديث العام والخاص. * * * * أبرز حدث تعلق بمرض أنفلونزا الخنازير، انتعاش ظاهرة الصيد، التي بدأ يدير دفتها مقاومون من الدفاع الذاتي أضيفت على عاتقهم مهمة صيد الخنازير بعد أن كانوا في السابق مكلفين بمطاردة الإرهابيين، في بوزريعة نشطت في السابق جمعية عرفت بنشاطاتها لحماية البيئة ومطادرة الخنازير بسبب إلحاقها أضرارا وخسائر بالمحاصيل الزراعية، وحتى بأرضية عديد المتنزهات. * * هاجس ظهور الخنازير يفسد على العائلات الجزائرية نكهة التنزه * كثير من العائلات الجزائرية تقصد الغابات من أجل التنزه، وفي العاصمة تعتبر غابة "باينام" بالرغم من إهمالها من قبل السلطات وجهة لعديد الراغبين في الهواء الطلق. اليوم وبفعل هاجس الأنفلونزا أصبح منظر رؤية خنزير بمثابة رعب حقيقي، إحدى العائلات التي وجدناها مجتمعة على "المشوي" لم تخف علينا ذعرها من مباغتة الخنازير لها، ردت على استفسارنا سيدة أخبرتنا بأنها أجبرتابنها صاحب 12 سنة على عدم التوغل في الغابة والبقاء بجانبها. * في رد أحد أعوان غابة باينام، الذي وجدناه مع صديقه يتحدث عن المرض، على سؤالنا قائلا: "بعد صلاة المغرب وعندما يخيم الظلام وتتجه الحركة للهدوء تظهر عديد الخنازير وهي تسير بشكل عشوائي أشبه ما يكون بالهجوم نحو كل الأماكن، لا نجد ما نفعله .."، فيما قاطعه صديقه بالرد قائلا: "ليس هذا فحسب إنها أضحت تهدد حتى العائلات التي تأتي للتنزه في النهار، كم من مرة فاجأخنزيرا إحدى العائلات ..". * "منير" بائع كاوكاو كان بصدد رفع طاولته للتوجه لصلاة الجمعة، وبمجرد أن فتحنا معه الموضوع أخبرنا أن "خطر الخنازير كان ولا يزال قائما، فكثير منها أضحت تهدد المنازل وليس فقط الحقول، فكم من مرة فاجأنا خنزيرا في الظلام وسط المدينة". * بعض العائلات التي وجدناها نهار أمس وهي تتناول وجبة الإفطار على الهواء الطلق، وعندما اقتربنا من إحداها سألناها فيما إذا كانوا لا يتخوفون من ظهور خنزير، ترد إحدى السيدات الأمر ليس عاديا، هناك مرض في العالم ينتشر والجزائر جزء من هذا العالم؟ ، ليضيف رب العائلة قائلا: إنه فعلا مرض موجود والهاجس قائم لكن على حسب علمي المرض يصيب فقط الخنازير الأليفة، أما هنا في الجزائر فأغلبها برية، لا يوجد نشاط لتربيتها"، يقاطعه شاب في الثلاثينات قائلا: الخوف من انتقال المرض إلينا إذا لم يجدوا له مضادا حيويا، هناك أقارب لنا في فرنسا وبحكم اختلاطهم بمن يأكلون لحوم الخنازير قد ينقلون المرض إلى الجزائر"،ويرد باستهزاء "سنقول لهم إبقوا في فرنسا .. لسنا بحاجة إلى مرض خطير". * إتجهنا بعدها إلى أحد أعوان حراسة الغابة، كان واقفا أمام الباب، سألناه فيما إذا قل عدد العائلات الراغبة في التنزه خوفا من المرض بفعل وجودها هنا، رد قائلا "في السابق لم تكن الخنازير متواجدة بكثرة مثلما هو عليه الحال اليوم، لكن ولمدة قرب السنة قل نشاط هذه الجمعية التي كانت تصطاد الخنازير، مما جعل هذه الأخيرة تتكاثر حتى أصبحنا نرى خنازير ضخمة تتجول في وضح النهاربحثا عن الطعام". * من زاوية أخرى اقتربت الشروق اليومي من سكان بعض الغابات المجاورة، وبغض النظر عن المرض طالب سكان المناطق المجاورة للغابات في العاصمة بما فيها طلبة جامعة بوزريعة، حيث يتذكر "مراد" وهو طالب جامعي حادثة غزو خنزير لساحة الجامعة، بضرورة صيد مثل هذه الحيوانات المعروفة بإفسادها للمحاصيل الزراعية". * هاجس أنفلونزا الخنازير والضجة التي صاحبته، أدت بكثير من المواطنين المالكين لبنادق الصيد يتجهون إلى الغابات في مهمة قتلها، والعاصمة جزء منها، وأكثر المقبلين على الصيد هم فرق الدفاع الذاتي "الباتريوت" دفعهم هاجس مرض انفلونزا الخنازير إلى حمل بنادقهم ومطاردة الخنازير في العاصمة، يقول أحد المارة ممن كان متوجها لصلاة الجمعة "كنت أعرف جارا لنا يدعى أحمد، عنصر من الدفاع الذاتي وكان أيضا عضوا فعالا في جمعية حماية البيئة، لم يكن يمانع في كل يوم خميس أو جمعة من حمل بندقيته والتوجه نحو الغابة لمطادرة الخنازير البرية، أعتقد أن هاجس المرض اليوم سيدفعه أكثر لصيدها". * رغم أن هاجس المرض يبقى بعيدا عن بلادنا، بحكم أن الخنزير حيوان غير مرغوب لا في تربيته ولا في شرعية أكل لحمه، الا أن الجزائري، ومع رفع منظمة الصحة العالمية لخطر المرض، مطالب بأخذ مبدأ الحيطة والحذر.