استمرت أمس، ولليوم الثالث على التوالي، بمحكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، أطوار محاكمة 26 متهما، من بينهم مواطن ليبي محكوم عليه بالمؤبد فرّ من بلده ودخل التراب الوطني بطريقة غير شرعية، علما أن النيابة العامة التمست مساء أمس، عقوبة السجن المؤبد في حق المتهمين جميعا، وذلك بتهمة تكوين جمعية أشرار، استيراد وتصدير المخدرات وحمل سلاح محظور. * خصّصت جلسة أمس، لمرافعات الدفاع، الذين عزفوا على وتر واحد وهي البراءة لموكليهم، الذين، حسبهم، لم تتوفر القرائن الدالة على إدانتهم في هذه القضية الشائكة، وقد تركّزت جل المرافعات على قضية الحوالات والمبالغ المالية التي كانت تضخ في حساب المتهم "ش.و" المنحدر من منطقة مغنية الحدودية، الذي اتّهم بتزعم العصابة الدولية المختصة في تهريب المخدرات من المملكة المغربية، إلى وهران، على أن تنقل السموم المهربة إلى ورڤلة، ومن ثمة تدخل إلى ليبيا. * وفي هذا السياق ذكر أحد المحامين، المنصب في حق المتهم "ح.ب"، بأن جنايتي تكوين جمعية أشرار واستيراد وتصدير المخدرات غير واردة في حق هذا الأخير، مضيفا أن الذنب الوحيد الذي اقترفه موكله، هو عندما تعرف على أحد تجار المخدرات المدعو "ز.ص" الذي طلب منه، أن يدله على شخص بليبيا يبيعه المخدرات المهربة من المغرب، فما كان عليه إلا أن دله على أحد معارفه، كما أن المتهم المذكور، يعيش في بحبوحة مالية، بدليل شركة النقل التي يملكها، والتي تتوفر على سيارات ذات الدفع الرباعي، قام بتأجيرها لشركة سوناطراك في منطقة الجنوب. * علما أن عملية تهريب البضاعة شهدت حادثة غريبة، حيث تم السطو على قنطارين من الكيف، من طرف مجهولين، ما استدعى الدخول في رحلة أخرى من أجل استرجاعها، لكن الملفت في قضية الحال، هي الأموال الطائلة التي كانت تضخ في حساب المتهم "ش.و" التي كشفتها المصالح الأمنية التي اشتغلت على ملف القضية، وخلصت إلى وجود عدة عمليات تحويل تمت باسم المتهمين الذين يزاول كثير منهم نشاط التجارة، لكن أعضاء هيئة الدفاع أوعزوا هذه التصرفات إلى عامل الثقة الذي وضعه موكلوهم في بعض المتهمين، ومثال ذلك مع المتهم "ب.خ" الذي قام بتحويل مبالغ مالية لصالح أخيه، دون أن يعرف بأنه كان يستخدمها في شراء المخدرات.