تواصلت أمس، أطوار محاكمة إحدى أخطر الشبكات الدولية لاستيراد وتصدير المخدّرات عبر دول المغرب العربي لليوم الثاني على التوالي بمحكمة الجنايات بوهران والتي تورّط فيها 30 متّهما ذوو جنسيات مختلفة من بينهم معلّم بورقلة، موّالون وتجّار من مختلف الولايات ويعدّ 4 منهم في حالة فرار، حيث أكّدت اعترافاتهم أنّهم كانوا يقايضون الكيف المعالج المستورد من المغرب بالمواشي والوقود. وسط تعزيزات أمنية مشدّدة، تعاقب المتّهمون المتورّطون في الشبكة الدولية على الإدلاء باعترافاتهم أمام هيئة محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران، حيث تمّ الاستماع زوال اليوم الأوّل إلى 8 متّهمين من بين 26 موقوفين بعد استعراض قرار الإحالة المطوّل منهم اثنان وضعا تحت الرقابة القضائية، بينما بلغ عدد المستمع إليهم أمس، ثمانية آخرين إلى غاية منتصف النهار، وقد حاول جميعهم إنكار التهم المنسوبة إليهم والإدلاء بتصريحات جاءت منافية لما اعترفوا به أثناء التحقيق معهم سابقا. وكانت التهم المنسوبة إليهم، تكوين جمعية أشرار واستيراد وتصدير المخدّرات ل 28 متّهما، وتكوين جمعية أشرار والتزوير واستعمال المزوّر في وثائق إدارية ل 6 متّهمين والمشاركة في التزوير لمتّهمين اثنين إضافة إلى حيازة أسلحة نارية لمتّهم واحد، وجاءت سلسلة التوقيفات للمعنيين من طرف مصالح الأمن والجمارك بعد القبض على 4 أشخاص على متن سيّارة من نوع "رونو كليو" ببلدية بوتليليس، عثر لديهم على 92 كلغ من الكيف المعالج. وأفضى التحقيق معهم إلى توقيف باقي أفراد الشبكة وزعيم العصابة المدعو "ب.خ" البالغ من العمر 35 سنة والذي تمّ توقيفه بمدينة عين الترك بوهران وعثر لديه على 2 كلغ من الكيف ووثائق هويّة مزوّرة، حيث صرّح أنّه كان ينشط في هذا المجال منذ سنة 1992، فيما أشارت التحقيقات مع الموقوفين إلى أنّ أغلبهم كانوا يقومون بتهريب المخدّرات من ولاية إلى أخرى، ابتداء من الحدود المغربية، حيث كان يتّم التعامل مع المغربي المسمّى سعيد الحيّاني المقيم بوجدة، ومن ثمّ نحو عبن تموشنت، وهران، توقرت، ورقلة، ووصل نشاط هذه الشبكة إلى غاية المسيلة وقسنطينة ومن ثمّ نحو تونس وليبيا. وجاءت اعترافات أحد الموقوفين أمس وهو مقيم بحيّ الحمري بوهران يدعى "ب.ي"، أنّه كان ينقل البضاعة من عين تموشنت إلى بلدية بوتليليس، فيما كان آخرون ينقلونها إلى ورقلة مقابل مبالغ مالية تصل إلى 8 آلاف دج في العملية الواحدة، وقد تورّط في ذلك تجّار وموّالون ومعلّم في الابتدائي بورقلة، وحسب اعترافاتهم الأولى أثناء التحقيق فإنّهم كانوا يقايضون الكيف بالأغنام والبنزين. أمّا الليبي المسمّى "ف.أ.ع" فقد تمّ الاستماع إليه زوالا، وكان قد تمّ القبض عليه بوهران حيث كان ينتحل هويّة مزوّرة ويمارس نشاطه كنجّار، بينما عثر لديه على وثائق إدارية مزوّرة وجواز سفر مزوّر ينوي التوجّه به نحو تونس، وقد تبيّن أنّه محكوم عليه بالإعدام في ليبيا، مثلما تبيّن كذلك أنّ جميع الموقوفين مسبوقين قضائيا في قضايا حيازة والمتاجرة بالمخدّرات، وقضايا أخرى. قضيّة الشبكة الدولية التي كان لها صدى كبيرا ينتظر أن يتّم الفصل فيها اليوم، وقد استغرقت مدّة ثلاثة أيّام، نظرا للتعقيدات التي شابت ملفها خصوصا وأنّها تمتدّ على مستوى عدّة ولايات داخل الوطن وكذا على مستوى كلّ من المغرب، ليبيا وتونس، وللتذكير فقد بلغت القيمة الإجمالية التي تمّ حجزها من الكيف المعالج في عمليات متفرّقة لدى أفراد هذه الشبكة يفوق ال 7 قناطير، إضافة إلى أسلحة نارية ووثائق إدارية مزوّرة منها بطاقات هويّة، جوازات سفر، بطاقات رمادية ورخص السياقة. المتّهم الليبي كان يتاجر بالمخدّرات مع شيخ في تبسّة من جانبه المتّهم الليبي "ف.أ.ع" صرّح أثناء الاستماع إليه زوالا أنّه تمكّن من دخول التراب الوطني في سنة 2001، على إثر الحكم عليه بالمؤبّد في قضيّة مخدّرات بليبيا، حيث تسلّل عن طريق استعمال وثائق مزوّرة، وكان يتاجر بالمخدّرات بولاية تبّسة ويتعامل في ذلك مع شيخ يتجاوز عمره ال 65 ، وقد تمّكن من الدخول عدّة مرّات بطريقة غير شرعية إلى الحدود المغربية والتونسية، مضيفا أنّه تمّ القبض عليه من طرف مصالح الأمن الجزائرية التي اتهمته بالتورّط في قضايا إرهابية. للإشارة فإنّ المتّهم الليبي يبلغ 44 سنة من العمر ولد بمدينة "شعبية النقاط 5" بليبيا، ويعدّ أحد أهّم أفراد الشبكة.