الإحباط واليأس يفترسان الإرهابيين أوضح الأستاذ فريد كاشا، رئيس المؤسسة الإستشفائية الجامعية المختصة في الأمراض العقلية بالشراڤة، أن هناك 3 فئات من الإنتحاريين، منهم انتحاري لديه قناعة بما يفعل وقناعة سياسية أيضا وانتحاري يائس يتم توجيهه وسهل التأثير عليه وانتحاري مدمن ومجند في هذا الإطار. * وأشار الى أن كل هذه المعطيات يتم استغلالها لدفع الانتحاري للقيام بالإعتداء وتفجير نفسه، واستند البروفيسور كاشا في تحليله الى دراسة قام بها خبراء صينيون حول الإنتحاريين الصينيين قبل إسقاطها على الجزائر. * وكان البروفيسور كاشا قد أجرى حوارا مطولا مع الجريدة الناطقة بالفرنسية "لوسوار دالجيري" تطرق فيها الى الصحة العقلية في الجزائر، وسئل عن الإرهابي الذي يقوم برمي رضيع في الفرن أو اغتيال أحد أقربائه كما وقع في مجزرة "الرايس" بسيدي موسى بالعاصمة، أوضح أنه لا يمكن أن يعطي تحليلا دقيقا عن شخصية هذا الإرهابي الذي لم يخضع للفحص وتحليل شخصيته "ولا نعلم حقيقة شعوره بالذنب أم لا عما قام به" لأن العموميات قد تصل الى نتائج غير صحيحة وفيها مزايدات، لأن الشخص الذي يكون بمفرده أو في جماعة يتصرف حسب الوضع الذي يتواجد فيه، واعتبر أن انعدام الشعور بالذنب مؤشر على خطورة العاطفة ويعكس أن الشخص ليس في حالة طبيعية. * وقال بخصوص حالات الانتحار في صفوف موظفي الشرطة، إن حيازة سلاح ناري بصفة دائمة وهو ما يعتبر "أداة الموت" إضافة الى طبيعة مهنة الشرطي والضغط المهني وغياب الامتيازات المهنية والبعد العائلي كلها عوامل تؤدي الى الإصابة بالانهيار. * وأشار البروفيسور كاشا في هذا الموضوع الى سوء التوظيف وانتقاء موظفي الشرطة وغياب المتابعة خلال المسار المهني خاصة بالنسبة للشخص الذي يعاني من اضطرابات كلها عوامل تقود الى الإنتحار لكنه شدد على أنه لا يمكن معرفة أسباب الإنتحار الحقيقية والدقيقة لدى الشخص. * ووصف المختص في الصحة العقلية، ظاهرة "الحراڤة" بأنها مأساة فردية وعائلية واجتماعية بالقول "من المؤسف أن نرى في بلد قام به الآباء بالموت والاستشهاد من أجل الاستقلال يموت أبناؤه للالتحاق بالضفة الأخرى". واعتبر أن السلوكات الانتحارية تكون أحيانا "مؤشرا على الرغبة في الحياة والتخفيف من المعاناة" لأن عديد الشباب والمراهقين المرشحين للهجرة السرية يقومون بشبه تحدي للسلطات ويعتبرون أن الله هو الذي يقرر مصيرهم.