نظمت مؤسسة محفوظ بوسبسي لقاء حول أسباب وانعكاسات ظاهرة الانتحار، نشطه مختصون قدموا خلاله توضيحات حول ظاهرة الانتحار من حيث الجانب العلمي والاجتماعي، استنادا إلى تعريفات ونظريات لقدامى الأطباء مؤسسي طب الأمراض العقلية. كما ذكروا ببعض العراقيل التي يواجهها الباحثون الجامعيون والتي تمنعهم من إحراز تقدم في دراساتهم وأطروحاتهم في علم الاجتماع منها نقص المعطيات الوبائية والعلمية في هذا المجال. تطرق معمر أوشيش مختص في الأمراض العقلية إلى آثار وانعكاسات الانتحار في الوسط العائلي والاجتماعي للمنتحر، مؤكدا أن هذه الظاهرة تسجل سيما لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية، فقد عرف الانتحار على أنه تعبير عن يأس المنتحر الذي عادة ما يجد نفسه في حالة إحباط وقلق وكآبة. وأوضح الدكتور أوشيش أن السبب الرئيس للانتحار يعود إلى شعور المنتحر بعدم الاندماج الاجتماعي. من جهة أخرى تطرق مجيد بساحة رئيس الجمعية الجزائرية للطب الشرعي إلى الجوانب الطبية-الشرعية للانتحار، مسجلا نقص في التكفل بضحايا العنف، مبديا تأسفه لعدم تشريح الجثة بصفة تلقائية عندما يتعلق الأمر بحالات الموت العنيف على مستوى مصالح الطب الشرعي للمستشفيات مما قد يؤدي إلى التستر على الانتحار واعتباره موت جراء حادث. وأوضح بساحة بخصوص مصلحة الطب الشرعي لمستشفى مصطفى باشا التي يعمل بها أنه من مجموع 1097 عملية ترشيح أجريت ما بين سنتي 2000 و 2003 تم تسجيل 186 حالة انتحار، في حين أجريت 916 عملية ترشيح ما بين سنتي 2004 و 2007 من بينها 105 حالة انتحار، وأن 50ر65 بالمائة من المنتحرين عزاب و 42ر69 بالمائة منهم ذكور وأن 30ر58 بالمائة منهم تقل أعمارهم عن 30 سنة مضيفا أن طرق الانتحار تتمثل سيما في السقوط من مكان مرتفع والشنق والتسمم. ومن جهة أخرى عرضت الدكتورة دليلة زواد مختصة في طب الأمراض العقلية بالأمن الوطني، أبرز محاور الإستراتيجية الشاملة للمديرية العامة للأمن الوطني للوقاية من ظاهرة الانتحار التي يتمثل هدفها الرئيسي في تحسين ظروف العمل لحماية الصحة العقلية للعمال.